الجمعة، 31 أغسطس 2012

اول محاوله انقلاب عسكرى فى عهد المخلوغ مبارك


40 مدرعة بـ "كتيبة 19" بالهرم كان مخططًا لها الإطاحة بالمخلوع وإجباره على التنحىـ مهندس العملية كان مرشحًا ضمن قوات حفظ السلام فى البوسنة والهرسك.. وفرقة مفرقعات بالولايات المتحدةـ العقل المدبر حصل على رسم هندسى لـ"قصر العروبة" ومحاولة اقتحامه عن طريق مجارى الصرف والتعامل مباشرة مع رأس النظامـ النظام أشاع عند استلام جثة مهندس الانقلاب أنه أخذ الإعدام لاغتصابه فتاة  ـ حمودة كان يوضع فى قفص الاتهام مقيدًا بالسلاسل.. ومهندس الانقلاب تم تحويله إلى "شركة الكراكات" لإعدامه شنقًا بدلا من الرمى بالرصاصـ أعضاء الانقلاب كتبوا كتابًا بعنوان "لماذا أعدمونا؟" وأعطوه للمحامى الشهير منتصر الزياتـ اللواء  "وحيد القرش" مدير منطقة سجون وجه بحرى رفض تنفيذ حكم الإعدام.. فتم التنفيذ سرًا بسجن طنطا كانت الانقلابات العسكرية فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى أقرب الطرق إلى الوصول إلى السلطة حينما تقرر جماعة العسكر ذلك.وفى مصر بعد اغتيال الرئيس السادات فى أحداث المنصة عام 1981 اعتقد الكثير بل صار ذلك من مسلّمات الواقع المصرى أنه لا مكان ولا مجال للانقلابات العسكرية الكلاسيكية، فأقصى ما يتمناه كبار الضباط وظيفة دبلوماسية أو ملحقية عسكرية فى أى بلد ما يكون بها حسن الختام. تكشف "المصريون" فى هذه الحلقة من الدولة البوليسية عن أن الأمر لم يكن كذلك ولم يسر على منوال مسلمات الواقع فهناك انقلابات وتنظيمات خرجت للإطاحة بنظام مبارك ولم يعرف عنها الرأى العام شيئًا لأنها حينما تم كشفها لدى الجهات المسئولة لم تقدمها للرأى العام بل إن بعضها تم محاكمته سريًا وداخل الغرف المغلقة كما هى طبيعة النظام البائد وهو ما تكشفه "المصريون" عن هذا الانقلاب الذى عرف بتنظيم 19، والذى كان من العمليات التى قامت بها الجماعة الإسلامية للإطاحة بنظام مبارك.يقول على شحاتة من "تنظيم  19": إنه تم عمل إحصائية ما بين عامى 1990 وحتى عام 1993 فقد تم قتل 128 من الإسلاميين وتم الحكم على 31 بالإعدام، كما تم اعتقال 9500 إسلامى، 245 محاولة اقتحام للمساجد،7200 محاولة ضم المساجد للأوقاف.كما حدث أيضًا مشروع مد ماء النيل لليهود، ووجد تعامل بين 71 شركة تقوم بالتعامل مع اليهود، وبلغ ذروة ذلك بالتصفية الجسدية لأعضاء الجماعة الإسلامية، خاصة مع الدكتور علاء محيى الدين فبدأت حلقة من الصدام المسلح والذى كان مخططًا له لجرّ الإسلاميين إلى حلبة السلاح ولم يتوقف ذلك إلا بعد مبادرة وقف العنف التى قامت بها الجماعة الإسلامية.* بداية القصة مع أعضاء الانقلاب مهندس العملية: "هشام أحمد طه سليم"، خريج هندسة شبرا، قسم عمارة، التحق بالأكاديمية العسكرية لمدة 6 أشهر، وبعد ذلك كان فى سلاح المهندسين كتيبة 19، ببنى يوسف بالهرم، عكف على دراسة ثورة يوليو وكل ما يتعلق بها، توصل بعدها إلى قناعة حدوث انقلاب دون إراقة دماء وكانت الفكرة تكرار لسيناريو انقلاب يوليو 195، كان يتمتع بسيرة حسنة فى الجيش فرشح ليكون فى قوات حفظ السلام فى البوسنة والهرسك، وكان مرشحًا لفرقة مفرقعات بالولايات المتحدة، التحق بالكتيبة برتبة نقيب وارتقى إلى رتبة رائد (قائد كتيبة) فى حينها يكون قادرًا على إصدار أوامر لتحريك الكتيبة.كان والده من المتطوعين فى حرب تحرير فلسطين عام 1948 وأصيب فى ذراعه تركت له عاهة مستديمة.محمد حمودة: سبق أن تم القبض عليه فى أحداث 81 وبقى فى السجن لمدة عامين وتم الإفراج عنه، وتكرر اعتقاله بعد ذلك 6 مرات حتى عام 1989 ثم غادر البلاد إلى السعودية ومنها إلى أفغانستان لمقاومة السوفيت، ثم عاد إلى مصر عام 1992، وقبض عليه فى 18-5-1993 بمنطقة عبود، وهو قائد المجموعة وكان على صلة بقيادات الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية.أحمد عطية مهندس اتصالات وكانت مهمته إنشاء شبكة اتصالات لاسلكية لتسهيل مهمة الاتصالات بين أعضاء التنظيم، وتم الحكم عليه  10 سنوات ولم يخرج إلا بعد 14 سنة.على شحاتة كان حلقة الوصل بين مهندس الانقلاب  هشام طه ومحمد حمودة، ومن الناحية القانونية أن التنظيم تم إنشاؤه فى شهر 8 1992 ومع ذلك تم إدراجه فى القضية على الرغم أنه تم القبض عليه فى 24-6- 1992،وحوكم بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة، لكنه لم يخرج من السجن إلا بعد 17 سنة.يقول أحمد عطية عن فكرة الانقلاب: كان هناك فرقتان عسكريتان تنزلان إلى القاهرة لتأمينها فى حالة اندلاع المظاهرات تحت خطة إرادة 1، وإرادة 2، فكان النقيب هشام مسئول فى عمليات كتيبة تأمين منطقة القصر العينى وما حولها أثناء بداية عمله.وأضاف على شحاتة: إن الكتيبة كانت  مكونة من حوالى 40 مدرعة كانت ستتوجه من بنى يوسف بالهرم إلى ماسبيرو والمنشآت الحيوية بالقصر العينى والقصر الجمهورى ومنطقة سجون طره لإخراج المعتقلين السياسيين، والخطة بدأت فى عام 1992 وكان سيتم تنفيذها بالتدرج حتى عام 1997. وهذه هى الكتيبة التى نزلت فى أحداث الأمن المركزى فى عام 1986، ومهمتها تأمين المنشآت الحيوية.وعن فكرة الضفادع البشرية، يقول على شحاتة: حصل مهندس العملية من بعض المصادر على الرسم الهندسى لقصر العروبة (إحدى التصميمات) فتولدت لديه فكرة اقتحام القصر من خلال أنابيب الصرف الصحى عن طريق الضفادع البشرية واجتياز الحراسات والتعامل مع مبارك مباشرة، عرض هذه الفكرة على محمد حمودة -أمير الجماعة الإسلامية بشبرا- فرحب بالفكرة وأخذ عليها بعد ذلك حكم بالإعدام شنقًا.وأشار إلى أن مهندس العملية كان من أعضاء التنظيم السرى للجماعة الإسلامية وكان على اتصال دائم بمحمد حمودة حتى تأتى الفرصة المواتية لإتمام الانقلاب بطريقة منظمة، على أن يوفر مهندس العملية الآلة العسكرية فى مقابل أن يوفر محمد حمودة الأفراد القادرين على إتمام مهمة الانقلاب.وكانت نسبة النجاح للانقلاب نسبة كبيرة، خاصة أنه لا يكون فيه تصعيد بل سيأتى مفاجأة للجميع دون إراقة دماء، وكان الهدف من ذلك الإطاحة بمبارك. كشف الانقلابيقول أحمد عطية: بداية الخيط أنه تم القبض على أحد الأفراد فى قضية رفعت المحجوب واسمه(ع.م) من قنا وتحت بطش التعذيب اعترف على أجهزة لاسلكلى كانت موجودة فى منطقة شبرا فتمت المساومة معه على أن يطلق سراحه فى مقابل تسليم هذه الأجهزة. وأضاف إلى أن الفترة التى تم القبض فيها على محمد حمودة  كانت فترة إعداد وتجهيز لا ترقى إلى أكثر من الاتفاق الجنائى الذى تم إلغاؤه بعد ذلك، وقد تم القبض عليه عن طريق مكالمة تليفونية، ثم استدراجه إلى كمين بمنطقة عبود.أما مهندس العملية فتم التعرّف عليه عن طريق رقم تليفونه الذى وجد مع محمد حمودة، فقامت المخابرات الحربية بإلقاء القبض عليه وأثناء التحقيق كانت تهزأ به وتقول "أنت هاتعمل فيها عبد الناصر"، وظل 70 يومًا فى المخابرات الحربية مرّ فيها بأصناف التعذيب.يذكر أنه فى فترة الإعداد قام مهندس الانقلاب بإعداد خرائط ورسومات للقاهرة والإسكندرية، وكذلك أسماء القادة الذين سيتم استوقافهم حال الانقلاب، وكذلك قام بعمل أختام وتخزين أسلحة سوف يتم استخدامها أثناء الانقلاب فى ساعة الصفر.أثناء التحقيق:يقول على شحاتة  أكثر شىء كان يضايقهم من مهندس العملية أنه قام بعمل بديل لكل خطة من المحتمل أن تفشل، وكذلك وضع وسائل لتلاشى المعوقّات لإنجاح الانقلاب.وكانت المخابرات الحربية تقول له "أنت خلّيت شوية عيال – يقصدون أمن الدولة– يدخلوا فى شغلنا"، وبعد هذه القضية تفحّل جهاز أمن الدولة لأنه هو الذى قام بكشف أعضاء التنظيم، ولم يتم تسليمه إلى أمن الدولة فى ذلك الوقت، وتم إيداعه فى سجن شديد الحراسة (العقرب) ليلة 10-9-1993 ثم ترحيله إلى سجن الحضرة بالإسكندرية للعرض على المحكمة العسكرية بمحكمة ثروت العسكرية بمنطقة رشدى.وأشار أحمد عطية إلى أنه  أثناء التحقيق عرف أنه سيأخذ إعدامًا، وذلك حينما طلب من المدعى العسكرى عمل توكيل لصرف مرتبه لدفع أقساط السلع المعمرة التى أخذها من الجيش فقال له المدعى "ما تخفش سوف تسقط من عليك" وهذا معروف ومفهوم فى العرف العسكرى أنها لا تسقط إلا بالموت، وبعدها تم تحويله إلى وظيفة مدنية بشركة الكراكات المصرية بأبى زعبل على الورق فقط، حتى يحاكم كشخص مدنى ليس له علاقة بالجيش وتم إعدامه شنقًا بدلاً من الرمى بالرصاص. المحاكمة وتنفيذ الحكم:يقول على شحاتة تم تحويلنا إلى قضية أمن دولة عليا برقم 312/1993، وتم تحويلها من القضاء المدنى إلى القضاء العسكرى بقرار من رئيس الجمهورية المخلوع تحت رقم 20/1993 ح.ع، برئاسة اللواء أحمد عبد الله وعضو يمين العميد فيصل هبة وعضو يسار العقيد شامل.واستغرقت المحكمة من 11-9-1993 إلى 14-10-1993 أى شهر واحد فقط،وكانت الجلسات يوم ويوم، وكانت سرية، كما تم تنفيذ الحكم بعد النطق بالحكم بشهر ورفضت المحكمة كل الالتماسات، وفى جلسة فض الأحراز لم يوجد أى حرز من الموجودة فى الأوراق، وبسؤال المحامين للقضاة عن إثبات ذلك، فرد القضاة مفيش أحراز وهذا ليس فى مصلحة المتهمين، ومع ذلك كانت الأحكام بالإعدام والأشغال الشاقة.وتابع أحمد عطية أن  محمد حمودة طلب أن يقوم بالدفاع عن نفسه لكنه أثناء المرافعة تم الاعتداء عليه من قوات الأمن وقطعوا الأوراق التى أعدّها ووضعوه داخل قفص الاتهام وهو مقيد بالسلاسل.وتم تنفيذ حكم  الإعدام فى سجن طنطا، وإخطار أسر المحكوم عليهم بالإعدام عن طريق قسم الشرابية.يقول حمدى حمودة - شقيق محمد حمودة-: كنت مع أخى فى زيارة قبل ليلة الإعدام وعند خروجى من سجن الحضرة فى اليوم نفسه فوجئت بوجود قوات وعربيات ترحيلات على غير المعتاد، فانتظرت أمام السجن حتى خرج أخى وقمت بالحديث معه فقال لى نحن ذاهبون إلى سجن الاستئناف، هو اعتقد ذلك لأنه كان السجن المعتاد فيه تنفيذ أحكام الإعدام، وفى الصباح ذهبت إلى سجن الاستئناف وسجن استقبال طره فلم أجد أى تنفيذ أحكام هناك، وفى الرابعة مساءً من  اليوم نفسه علمت عن طريق إذاعة الـb.b.c  اللندنية أنه تم تنفيذ حكم الإعدام فى سجن طنطا العمومى، وفى اليوم التالى تم استلام بلاغ من قسم الشرابية حيث تقيم الأسرة للذهاب إلى مشرحة مستشفى طنطا لاستلام الجثة وتم تنفيذ إجراءات الدفن اللازمة فى مقابر الأسرة بقرية ميت ناجى مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وتم اصطحاب الجثة وسط إجراءات أمنية مشددة، وتم إخلاء الطريق تمامًا حتى تم الوصول إلى محافظة الدقهلية حيث تم تغيير القوة المصاحبة من أمن الدقهلية حتى المدافن، وقد أخبرنا الأهالى أن قوات الأمن ما زالت داخل القرية والمدافن لمدة 16 يومًا كنوع من الإرهاب والتخويف من ردود الأفعال.وتابع  حمودة: إنه بعد الحكم أصيب الوالد بذبحة صدرية وتوفى بعده بسنة، والأم فقدت بصرها وما زالت تكابد وتعانى من مشاق الحكم حتى الآن، وقد كان واقع الحكم عليها أشد لأننا لم نخبرها منذ أن حكم  على أخى أنه قد أخذ حكمًا بالإعدام. وقد رزق أخى بولد قبل تنفيذ حكم الإعدام بأسبوعين وسماه "هيثم"، وقد رآه قبل قبل تنفيذ الإعدام مرة أو مرتين، وعمره الآن 19 سنة.وعن المهندس هشام يقول على شحاتة إنه بعد تنفيذ حكم الإعدام أشاعوا عنه أنه قد أخذ حكمًا بالإعدام لأنه قام باغتصاب فتاة، والتى قامت باستلام جثته أخته وحينما أخبرها الأهالى بذلك أصابتها هيستريا، لكنها تماسكت وأخبرت الأهالى أنهم أعدموه من أجل محاولة الانقلاب العسكرى.وقد تقدمت أخته لاستلام جثته نتيجة ما لحق الأسرة من الأضرار الجسيمة حيث أخروج زوج أخته مبكرًا إلى التقاعد بعد استبعاده إلى السلوم، والذى كان يشغل رتبة مقدم فى الجيش، أما أخوه الآخر فكان مهندسًا ولم يستطع النزول حتى فى تشييع الجنازة تخوفًا من بطش الدولة البوليسية.وأضاف شحاتة أنه قبل تنفيذ حكم الإعدام قام كل من هشام طه ومحمد حمودة بكتابة كتيب من داخل السجن ذكروا فيه أسباب القبض عليهم، وكان بعنوان "لماذا أعدمونا؟" وتم تسليمه للمحامى الشهير "منتصر الزيات" أثناء زيارته لهم، لكى يقوم بنشره، ولا ندرى ماذا فعل به حتى الآن!!موقف إنسانى: وأضاف أحمد عطية أنه  بعد الحكم بالإعدام على أعضاء الانقلاب رفض اللواء "وحيد القرش" مدير منطقة سجون وجه بحرى إصلاح غرفة الإعدام بسجن الحضرة حتى لا يتم تنفيذ حكم الإعدام لعلاقته الطيبة بمحمد حمودة، وذلك لما رآه عليه من سمت وصلاح داخل السجن.   وأثناء المحاكمة كانوا يهتفون فى عربية الترحيلات وهى تجوب بهم شوارع الإسكندرية "شعب مصر يا مسكين.. مبارك دبح المصريين"، كما كانوا يرددون "قولوا لمبارك لا" كان ذلك أثناء مبايعة المخلوع للفترة الثالثة فى شهر 10- 1993.أهوال السجون.. يقول على شحاتة أشد موقف مرّ على كان داخل "ليمان أبو زعبل" حيث توفى أحد الإسلاميين داخل الليمان واسمه حسن محمد إبراهيم عيد، وذلك بعد ضربه بطريقة وحشية، وحينما جاء وكيل النيابة لمعاينة الواقعة من باب الديكور القانونى فى ذلك الوقت فى عام 1997، كان هناك جاويش يدعى "رمضان السيد على" قال للضابط "يا باشا إحنا هانلّف الولد فى بطانية جديدة"، فقال له الضابط "هى خسارة فيه بس كله بثوابه".وأضاف أحمد عطية أن مدير مصلحة السجون فى ذلك الوقت "سامى عبد الجواد" دخل عنبر 3 بليمان أبو زعبل قسم ثالث، وكان يوجد 17 معتقلاً إسلاميًا بالعنبر وصلت درجة حرارتهم 40 درجة مئوية، فاستدعى الممرضين وطلب تحسين المعاملة ثم قال "أى نعم هم كفار صحيح بس إحنا هانعملهم معاملة إنسانية".أما عن الثورة فقد أكد أحمد عطية والذى كان مرابطًا بميدان التحرير أنه لم يشعر أنه خرج من السجن إلا بعد أن سمعت قرار التنحى وأنا بالميدان، أما على شحاتة فقد بكى من شدة فرحته بالثورة.

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

شاهد على معتقلات مبارك

خالد حربي يكتب مذكراته في معتقلات مبارك

الحلقة الأولى: تـفتيـــــــــش !!

معتقل الفيوم الصحراوي عام 1996 ...تقرير لأمن الدولة يرصد الحالة النفسية المرتفعة للمعتقلين وبناء على التقرير تصدر أمن الدولة قرارات صارمة بالتالي:



1- مصادرة جميع المصاحف من المعتقلين ومنع دخول أية مصاحف لهم -فضلا عن الكتب الممنوعة مسبقا بما فيها الكتب الدراسية -
2- منع دخول أي ملابس او اغطية للمعتقلين خلاف الخاصة بالسجون والمعروفة برداءتها الشديدة ومصادرة جميع الملابس الموجودة لديهم
3-اختصار وقت زيارة الاهل إلى أقل من خمس دقائق
4- مصادرة محتويات زيارات الأهل بما تحمله من اطعمة ومشروبات وملابس وخلافه باستثناء وجبة واحدة يتم اعطائها للمعتقل في كفيه بدون أية اكياس أو اطباق
5- مصادرة جميع المصابيح الكهربائية من الزنازين وإبقائها مظلمة تماماً بدون مصدر للإضاءة
بعد هذه الاجراءات بأسابيع قليلة
شاويش يجد ورقة مكتوب فيها بعض الاشعار التي تحث على الصبر والثبات فيقدمها لضابط أمن الدولة ..الذي قام بإبلاغ إدارة الجهاز على الفور
وفي صباح اليوم التالي ..تقوم مصلحة السجون وجهاز امن الدولة بحملة تأديبية على معتقل الفيوم الذي يضم قرابة الـ20 الف معتقل اسلامي
وقتها كنت حديث الاعتقال ..حين أيقظني أحد الإخوة وهو يقول :"تفتيش يا أخي ..ربنا يستر" ..نظرت حولي فوجدت الجميع في حالة من الارتباك والحركة السريعة ...هذا يخفي ملزمة ورقية صغيرها تحتوي بعض أجزاء من القران الكريم ..والأخر يقوم بغسل الحائط من بعض الأيات التي كتبها على الحائط عن من يحفظها حتى يستطيع هو حفظها ...وثالث يخفي شفرة حلاقة مهربة نستخدمها جميعا للنظافة الشخصية ..ورابع استقبل القبلة ورفع يديه للسماء يطلب الرحمة من الله تعالى .


لم اكن ادرك سر هذا القلق والذعر حتى ُفتح باب العنبر الذي يضم 18 زنزانة ...كان أول ما سمعته صوت كلاب تنبح بشراسة ..ثم بدء العساكر يطرقون أبواب الزنازين بعصيانهم بقوة لإحداث حالة من الرعب في قلوب المعتقلين المفزوعين أصلا
كان العساكر يسبون ويتوعدون ويهددون وكأنهم على أبواب معركة كبري
قام أحد الضباط بالمرور على جميع الزنازين لإلقاء التعليمات ...كانت ثلاث كلمات يكررها امام كل زنزانة :

1-الكل يخلع ملابسه تماما باستثناء "الشورت" الداخلى

2-.كله يعصب عينيه عينه جيدا

3- كله يقف ووجهه للحائط في الجهة المقابلة للباب

ثم فتحت أول زنزانة في العنبر سمعت الضابط يصرخ : كله يطلع بره ..بره بره يا ابن كذا وكذا انت وهو ..بعد هذه الجملة بثواني أنفجرت صرخات جماعية رهيبة لم أسمعها من قبل ..ارتفعت صرخات المعتقلين فشقت عنان السماء واختلط معها نباح الكلاب وصوت الصواعق الكهربائية وكانت لسعات العصيّ أكبر من أن تختفي وسط هذا المزيج المرعب ..نظرت في وجوه إخواني في الزنزانة فوجدتها مرسومة بالرعب والفزع ... الالسنة كلها تلهث بالدعاء ..كان قلبي يخفق بسرعة غريبة ..احاول السيطرة على أعصابي فأفشل ..شعرت بألم حاد في معدتي ..وقفت أمام دورة المياه في طابور من خمسة معتقلين ..شعروا بسوء حالتي وصغر سني وقتها فأدخلوني ..في الحمام حاولت أن أسيطر على نفسي وأن أتنفس بعمق ، أن أصم اذني عن هذه الاصوات القاتلة التي تزلزل قلوبنا منذ أكثر من نصف ساعة متواصلة
اختفت الاصوات فجأة ..خمس دقائق ..ولد في قلبي أمل أن يكون الطغاة قد رحلوا ... ثم بدء نفس الصوت الوحشي يصرخ من بعيد ..كله يطلع بره ..بره يا ولاد كذا..وبدء الصراخ يعلوا من جديد ..عرفت وقتها أن الصراخ الاول خاص بأهل الزنزانة الاولى فقط ..والثاني بأهل الزنزانة الثانية وهكذا ...كل زنزانة تفتح بمفردها ..يخرج منها قرابة العشرين معتقل فتنهال العساكر والكلاب والضباط والمخبرين عليهم ضربا وصعقا وحرقاً بالسجائر ونهشا من الكلاب لمدة تتراوح بين 30 أو 40 دقيقة كاملة ثم يسحبون ويلقون في الزنزانة التي لم يعد فيها شيء سوى الارضية الخراسانية الغارقة في الزيت والصابون وبقايا الطعام والملابس
ساعات طويلة وثقيلة مرت وأنا أقف على قدمي معصوب العينان ومجرداً من ملابسي ووجهي للحائط بانتظار دوري في السلخانة البشرية ..كان الهول أكبر من الشعور بالتعب ...كان الهول أكبر من الشعور بالعري ..كان الهول أكبر من الشعور بالجوع والعطش ..كان الهول أكبر من الحياة نفسها ...
وسبحان الله في وسط هذا الهول المستعر كنت أجد كفاً حانية تربت على كتفي قائلة "اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "
كان الجميع يعلم أني أصغرهم سنا ..وأحدثهم سجنا وهذه أول مرة أتعرض فيها لمثل هذا الموقف الذي تكرر عليهم عشرات المرات من قبل .
بدء الصراخ يقترب شيئا فشيئا وأدركت أني على بعد ساعة واحدة فقط من الدخول في هذه التجربة القاسية المفزعة .
كشفت العصابة عن عيني وقلت ولاخواني ..كيف نستسلم لهذا ؟ ..أنتركهم يقتلوننا بهذه الوحشية دون أن نقاوم ..اذا كنا سنتعذب وسنجلد فلماذا لا نشتبك معهم فنضرب ونضرب !؟
أثارت هذه الكلمات استيائهم بشدة ..قال أحدهم يا أخي لو فعلنا هذا سنقتل وسيقتل كل من في المعتقل
وأردف أخر: يا اخي حاول الاخوة في سجن الوادي الجديد المقاومة فقتل منهم اكثر من سبعين اخ

احدهم حاول تخفف قلقي فقال : بص يا أخي أنت لما كنت في الابتدائية مفيش مرة كسلت تعمل الواجب و رحت تاني يوم المدرسة وانت عارف ان الاستاذ هيضربك ..قلته حصلت كتير ..قالي .. أعتبر الي هيحصل كمان شوية حاجة زي كده بس الفرق اننا هنضرب عشان عملنا الواجب وعلقة تفوت ولا حد يموت ...لم اكن اصدق أني استطيع الضحك في مثل هذا الموقف لكني بالفعل ضحكت وضحك الناس حولي ..حقيقة كانت ضحكاتهم مريرة تشبه البكاء ..بدء الكل يبتسم في وجه الاخر ابتسامة متكلفة تحاول جاهدة اضفاء الطمأنينة وإخفاء الفزع الذي يغلى في الصدور

انتقل الصراخ إلى الزنزانة المجاورة تماما لنا ..كان اشد فزعا ورعبا وقسوة مما سمعناه من قبل ...الكل انهمك في الدعاء والذكر ..خالجني شعور حزين اني ساخرج من الزنزانة ولن اعود اليها بل ساموت تحت وطاة التعذيب ..تذكرت أبي وأمي وطفرت دمعتي أني سأموت غريباً حبيساً وسأسلم لأبي جثة هامدة تدفن تحت جنح الليل وسط حراسة مشددة كما هي العادة ولن تستطيع أمي وقتها حتى أن تقبل جبين جثتي الباردة او حتى تراها لان العسكر سيمنعونها

أغلق باب الزنزانة المجاور لنا وساد الصمت كثيفا وثقيلا على الجميع ..كنت أسمع دقات قلبي وأشعر به يقفز من صدرى فزعا
سمعت قرع نعال الطغاة يقترب منا وفجاة صرخ الصوت الوحشي في زنزانتنا ..شد الغماية على عنيك يا ابن كذا انت وهو ... كان السباب فاحشا وقاسيا يؤلمني أكثر من صراخ المعتقلين المعذبين رددت في نفسي بل"أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ"


فتح باب الزنزانة وصرخ الصوت القاتل مرة أخرى بره يا ابن كذا بره ..بره ..
وضع كل منا يده على كتف أخيه وخرجنا في طابور واحد بمجرد أقترابي من باب الزنزانة هوت على ظهري عصى فشعرت أنها شقته نصفيين ..توقف لبرهة مشلولا من الالم فدفعني أحد الاخوة أمامه وقفنا جميعا أمام الزنزانة وجهنا للحائط وظهورنا للجنود الذين الهبوها ضربا بالسياط والعصيّ .
كان الجنود يصرخون كسكاري في حلبة قتال و كانت السياط تنهال على ظهورنا تزاحمها العصّي والصواعق الكهربائية وإعقاب السجائر المشتعلة ..فقدت الشعور بالزمن والواقع وبكل شيء باستثناء الالم الرهيب
كان العسكري يهوي على رأسي بعصى غليظة وهو يصرخ قائلا : نظم ..لم افهم المراد فظل يهوي بقسوة على ظهري وهو يصرخ بنفس الكلمة المبهمة
اقترب جندي اخر مني وسألني : أنت لسه جديد ؟
قلت:ايوه
قال طيب ارفع ايدك لفوق واجري في المحل وانت واقف
كان هذه هي الحركة الاشهر في المعتقلات و التنظيم هو ان يقف يقف المعتقل ووجهه للحائط وعيناه معصوبة يرفع يده لاعلى ويحرك قديمه بسرعة كأنه يجري بينما تهوى الصواعق الكهربائة والعصى الخشبية والمطاطية واعقاب السجائر ومخالب وانياب الكلاب البوليسية على ظهره ..ولم يكن هذا هو كل العذاب
كان هناك شاويش يمسك كلبا ضخماً ويمر به علينا فرداً فردًا يسأل المعتقل :أسمك ايه ..فيجيب المعتقل باسمه ..فيرد الشاويش لأ ... أنت اسمك "العاهرة "فيفي عبده ..ها ..اسمك ايه ؟ ثم يغمز الكلب فيقفز على ظهر المعتقل بمخالبه الحادة ولا يتركه حتى ينطق بما يريد
صعقت من الموقف لم اصدق اذني أن هذا يحدث .. صرخ أحد الشباب بجواري مباشرة والكلب ينهش ظهره ..أسمي محمــــــــــــد ... أسمى محمـــــــــد ..

كان الشاويش يقسو عليه وهو يجيب : محمـــــــــــــــد إن شاء الله ...محمــــــــــــــد أن شاء الله .


كان يبكي بحرقة وهو ينطق باسمه ويقدم المشيئة استعانة بالله و رجاءً أن يثبت قلبه
كان الشاويش ميت القلب يصرخ فيه كل مرة:اسمك "العاهرة " ليلي علوي يا ابن الزانية ... بكيت وأجهشت في البكاء لحال أخي ...كان العسكر قد تحلقوا علي هذا المعتقل بكل ما يملكون ..وهو يصرخ تحت أيديهم وأرجلهم وعصيهم وكلابهم ..محمــــــــــــــــــد إن شاء الله ..محمـــــــــــــــــــــد إن شاء الله .
وفجأة وجدتني تلقائيا أصرخ بأعلى صوتي ...يا رحمـــــــــــــــــن يا رحمــــــــــــــــــــــــن ....يا رحمــــــــــــــــــــــن

كنت أصرخ رغما عني ..فزع الجنود واحسست بارتباكهم أحدهم وضع الصاعق الكهربائي في ظهري وهو يصرخ "أسكت با أبن الكلب" وسمعت الضابط يزعق هات الحلاق لأولاد الكلب دول ..تقدم الشاويش بكلبه مني وقال: قول يا ابن كذا اسمك المومس فلانه - أسم ممثلة مشهورة بالعري والفاحشة -
كان لساني يصرخ رغماً عني يا رحمــــــــــــــــن يا رحمـــــــــــــــن ..يا رحمــــــــــــــــــــــــــــن
هوت على ظهرى عصيان عدة وأيدي شتى ولم استطع ان اوقف لساني عن الإستغاثة بالرحمن جلا وعلا
اقترب مني شخص وصفعني على ظهري بقوة وقال اجلس ..جلست وأنا اشعر بمكينة الحلاقة تأكل شعري وتقتلعه من المنتصف وترسم صليبا على راسي
مر الضابط خلفي بالصاعق الكهربائي وسألني عندك كام سنة ..قلت 18 سنة ..قال مين الي بيأذن للصلاة في العنبر؟

أجبت معرفش ..صعقني في ظهري بقوة ثم مضي إلى باقي المعتقلين

غرقت بين رحى العذاب حتى أمسك جندي بيدي وقدمي والقاني داخل الزنزانة ثم اغلق الباب
رفعت العصابة عن عيني ونظرت فوجدت جميع إخواني ملقون على الارض الخراسانية ودمائهم تنزف وجروحهم تثعب ..حلقوا لحاهم جميعا ورسموا صلبان على رؤوسهم
كانت الاجساد زرقاء ودامية وعارية ..مبللة بالعرق والدماء وبقايا الشعور المحلوقة ..الجميع مطروحون على الارض بلا أدني قدرة على الحراك ..لا يتحرك فيهم سوى السنتهم التي ما تزال تلهث بذكر الله ... زحف أحد الاخوة إلى دورة المياه وجاء بجردل كبير مملوء بالمياه وألقاه علينا وقال مازحا : " نعيماً يا رجاله"
انفجر الجميع بالضحك الهستيري ..علق أحدهم قائلا ..إلا قولي يا اخويا ..هو أنا كشفت ولا لسه ؟
نظر أخر أليّ وقال ..عشان تبقه تعمل الواجب بعد كده ..ضحكنا كما لم نضحك من قبل
وحين وضعت يدي على وجهي كنت احاول أن أتغلب على دمعتي الساخنة لكنها أبت على الا أن تزرف رثاء على طلبة الجامعة وحفظة القرأن خيرة شباب مصر وما يحدث لهم في معتقلات مبارك لأنهم فقط قالوا "ربي الله "

السبت، 25 أغسطس 2012


للعصفور لبناً كما لغيره من الطيور ولايختلف في تركيبه الكيميائي عن لبن أي حيوان آخر ، فهو يحتوي على مادة بروتينيه (كازينزجين)
ودهن ، وسكر اللاكتوز، وهي نفس مكونات اللبن .
ولكن لبن الطيور عامة يختلف عن لبن الحيوانات الأخرى في بعض
خواصه الطبيعيه لأنه ليس بسائل ، ولكنه على هيئه فتات أبيض
اللون هش سريع التكسر أشبه مايكون بفتات الجبن الأبيض .حيث
أنه في زمن حضانه البيض يتحور النسيج الداخلي لحويصلة الطائر
تحوراً دهنيا ويزداد سمك الغشاء المبطن لهذه الحويصلة فيبلغ في
الأناث مليمترا ونصف، وفي الذكور ثلاثة مليمترات . هذا وعلما بأن
هذا الغشاء لايزيد في الأوقات العادية على جزء من عشرة أجزاء من
المليمتر . ويفرز كلا من الذكر والأنثى اللبن من الحويصله . لذلك
يشترك كلاهما في إطعام الصغار .
ولعلنا جميعا رأينا كيف تضع العصفورة منقارها في فم فراخها معتقدين انها تطعمهم فقط حبة شعير او قمح او …….
ولكنها في الواقع تطعمهم لبناً حقيقياً تكون في الحويصلة وتقوم
بإسترجاعه الى فمها ومن ثم الى منقارها ومنه الى فراخها
(سبحان الله).
إذن لبن العصفور حقيقة وليست خرافة ..

الاثنين، 20 أغسطس 2012

الفقر ام الغنى

في يوم من الأيام كان هناك رجل ثري جدا أخذ ابنه في رحلة إلى بلد فقير
ليري ابنه كيف يعيش الفقراء
لقد أمضوا أياما وليالي في مزرعة تعيش فيها أسرة فقير ..


في طريق العودة من الرحلة سأل الأب ابنه:

كيف كانت الرحلة ؟

قال الابن : كانت الرحلة ممتازة.

قال الأب : هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟
قال الابن: نعم
قال الاب: إذا أخبرني ماذا تعلمت من هذه الرحلة ؟
قال الابن : لقد رأيت أننا نملك كلبا واحدا ، وهم (الفقراء) يملكون أربعة.
ونحن لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا ، وهم لديهم جدول ليس له نهاية.
لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا ، وهم لديهم النجوم تتلألأ في السماء.
باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية ، ولهم امتداد الأفق.

لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها ، وعندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول.

لدينا خدم يقومون على خدمتنا ،وهم يقومون بخدمة بعضهم البعض .
نحن نشتري طعامنا ، وهم يأكلون ما يزرعون.
نحن نملك جدراناً عالية لكي تحمينا ، وهم يملكون أصدقاء يحمونهم.

كان والد الطفل صامتا …عندها أردف الطفل قائلا :

شكرا لك يا أبي لأنك أريتني كيف أننا فقراء …

ألا تعتبرها نظرة رائعة ؟ تجعلك ممتنا ، أن تشكر الله تعالى
على كل ما أعطاك ، بدلا من التفكير والقلق فيما لا تملك…♥

قــال الحبيــب عليــه الســلام :
*************************
الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض . ( رواه مسلم )