الخميس، 21 فبراير 2013

رساله الى الرئيس مرسى

سيادة الرئيس اتق الله في مصر

عزت السلامونى
الخميس 2013/2/21 1:26 م
سيادة الرئيس أنت راع ومسئول عن رعيتك

مسئول عن شعب مصر بأكمله عن الأطفال والشيوخ عن الرجال والنساء عن المسلمين والأقباط

مسئول عن كل ذرة من تراب مصر

مسئول عن كل درهم ودينار من أموال مصر

مسئول عن كل قطرة دم تراق من مصري أيا كان القاتل وأيا كان المقتول

فإن قلت ياسيادة الرئيس إن المسئوليات جسام والأمور عظام والخطب جلل وأنك قد توليت المسئولية بعد سنوات بل عقود من الفساد والظلم والإستبداد

فأقول لك صدقت في كل ماقلت ولكنك قد تصديت للأمر وأصبحت أنت المسئول ولقد آلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه محملة بمظالم من سبقه من بني أمية وفى نفس الوقت كان قومه من بنى مروان ناقمون عليه أشد النقمة بسبب أخذه مافي ايديهم ورده إلى أصحابه وكانت أيضا تواجهه مشكلة كبرى ألا وهى جيش المسلمين الذي أوشك على الهلاك وهو يحاصر القسطنطينية وفي وسط هذا الجو المكفهر والأزمات الطاحنة التي يواجهها عمر حمل البريد إليه رسالة من امرأة مصرية أرسلت إلى الخليفة الذي يحكم نصف العالم بكل اعبائه ومشاكله تقول له ((يامن تسمي نفسك أمير المؤمنين كيف تنام في بيتك وتترك الثعالب تأكل دجاجاتي )) فهذه المرأة لم يكن يعنيها شئ من مسئوليات أمير المؤمنين ولا مايواجهه من صعاب ومشاكل عاتية .

إنما كل مايعنيها هو مصدر رزقها الذي تتعيش منه وهذا شأن الكثيرين من البسطاء الذين يبحثون عن قوت يومهم وما يقيمون به حياتهم وهنا نرى درسا رائعا من الخليفة الراشد فى تحمل المسئولية والقيام بأمر الرعية فلم يسخر عمر من المرأة ولم يغضب من شدة أسلوبها وقسوته وهى تناديه (يامن تسمي نفسك أمير المؤمنين ) ولم يلتمس لنفسه الأعذار بأن أرواح جنود المسلمين حول القسطنطينية أولى من دجاجات تلك المرأة .

وعلى الفور يرسل عمر بن عبد العزيز إلى واليه على مصر يأمره بأن يتوجه إلى بيت المرأة المصرية وأن يبنى لها سورا حوله يمنع الثعالب من التعدي على دجاجاتها لقد علم عمر أنه مسئول عن رعيته جميعا وعن حمايتهم وحماية مصادر أرزاقهم مهما بدت بسيطة حتى لو كانت بضع دجاجات لامرأة فقيرة فى نجع من نجوع مصر التى لايعلم عنه أحد من الناس شيئا.

سيادة الرئيس لقد استجاب عمر للمرأة وحمى لها دجاجاتها فهلا استجبت لألاف الأمهات المصريات اللاتي يصرخن صباح مساء ليس لأجل دجاجاتهن ولكن لأجل أبنائهن وفلذات اكبادهن وينادين عليك.

يامن تسمي نفسك رئيس مصر كيف تنام فى بيتك وتترك البلطجية المجرمين يقتلون أولادي.

يامن تسمي نفسك رئيس مصر كيف تنام في بيتك وتترك اللصوص يسرقون قوتى وقوت أولادى.

يامن تسمي نفسك رئيس مصر كيف تنام فى بيتك وتترك قطاع الطريق يروعون امنى ويعتدون على عرضي.

سيادة الرئيس إن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن فخذ الأمر بقوة وضع الأمور في موضعها الصحيح طبق القانون على من يقطعون الطرق ويروعون الآمنين ويحرقون منشآت الدولة فهؤلاء خارجون عن القانون مفسدون في الأرض وهم يتخذون من المعارضة ستارا لفسادهم وإفسادهم لاهم لهم إلا إثارة القلاقل ونشر الفوضى والعمل على هدم مؤسسات الدولة فهؤلاء مجرمون يجب أن يردعوا وأن يحاسبوا على جرائمهم وأن يطبق عليهم القانون بلا رأفة ولا هوادة ولا مجال أبدا للتحاور معهم أوتركهم بدون حساب لأن ذلك قد شجع غيرهم على سلوك مسلكهم حتى أوشكت ملامح الدولة أن تتلاشى وسلطان القانون أن يندثر فأعد للدولة كيانها وللقانون هيبته وستجد كل الشرفاء – وهم الكثرة الكاثرة – معك يؤيدونك ويناصرونك.

سيادة الرئيس ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأدركه هناك الكثيرون من الوطنيين الشرفاء الذين يختلفون معك أو يعارضونك وهم في حقيقة الأمر إنما يبحثون عن مصلحة الوطن فشاورهم في الأمر وأشركهم في تحمل المسئولية فمصر وطن للجميع والمصريون جميعا شركاء في بنائها والنهوض بها استعن بأصحاب الكفاءة والخبرة وقدمهم واعتمد عليهم وأذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى عليهم رجلا وهو يرى أن غيره أولى منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ).

سيادة الرئيس حينما تولى الفاروق عمر رضى الله عنه الخلافة وجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشاورهم في اللقب الذي بنادونه به بعد توليه الخلافة فقال رجل نقول خليفة الله فقال عمر لا لست خليفة الله فقال آخر نناديك ياعمر فقال له الفاروق لاتبخس مكاني حقه فياسيادة الرئيس إنها رياسة مصر فلا تبخس مكانك حقه واحفظ لمكانك هيبته ولاتعط السفهاء فرصة للتطاول على رمزالوطن ورئاسته لابد لمؤسسة الرئاسة ومنشآتها أن تصان عن عبث العابثين وتطاول السفهاء والمجرمين وتحصينها إنما يكون بالصدق والعدل والقوة والحق يكون بالإلتزام بالقانون والزام الناس به يكون بتحري الدقة واستفراغ الوسع وتمحيص الرأي قبل اتخاذ القرارات يكون بأن يلمس المواطنون حرص رئاستهم على مصالحهم وعلى مصلحة الوطن وتقديمها على كل المصالح الأخرى.

سيادة الرئيس اتق الله فيما ولاك الله من أمور المصريين فإن الناس قد ضجت وضاق بهم الحال واستبدت بهم الفئة الباغية فأوقف الظالم عن ظلمه وخذ للضعيف حقه حارب الفساد وأوقف حالة التدهور والإنفلات في كل جوانب الحياة أعد للدولة هيبتها وللقانون سلطانه وللشعب أمنه وكرامته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق