السبت، 10 نوفمبر 2012

امى التى ولدت من احشاءها (قصه يرويها احد المغتربين فى قطر )

كنت عائداً بسيارتي من دوله السعوديه إلى قطر حيث إقامتي ، وعلى الحدود أعطيت جواز سفري القطري إلى الموظفة ففتحته وقرأت مكان الولادة مصر ، فقالت: كيف مصر ؟ فقلت بخير .. ونرجو الله أن تبقى بخير .

- منذ متى وأنت تعيش في قطر؟
- منذ ثلاث سنوات

- متى زرت مصر آخر مرة؟
- منذ ثلاثة أعوام

فنظرت إلي وهي تبتسم وسألتني: من تحب أكثر مصر أم قطر ؟
فقلت لها: الفرق عندي بين مصر وقطر كالفرق بين الأم والزوجة .
. فالزوجة أختارها .. أرغب بجمالها .. أحبها .. أعشقها .. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي ..
الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها .. لا أرتاح الا في أحضانها .. ولا أبكي إلا على صدرها .. وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها .

فأغلقت جواز السفر ونظرت إلي باستغراب وقالت: نسمعُ عن ضيق العيش فيها فلماذا تحب مصر ؟
قلت: تقصدين أمي؟
فابتسمت وقالت: لتكن أمك ..
فقلت: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب ، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني .

قالت: صف لي مصر
فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة ، لكنك ترتاحين اذا رأيت وجهها .. ليست بذات العيون الزرقاء ، لكنك تشعرين بالطمأنينة اذا نظرت اليها .. ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة .. لا تتزين بالذهب والفضة ، لكن في عنقها عقداً من سنابل القمح تطعم به كل جائع .. سرقها اللصوص ولكنها ما زالت تبتسم ..!!

أعادت إلي جواز السفر وقالت: أرى مصر على التلفاز ولكني لا أرى ما وصفت لي ..!!
فقلت لها: أنت رأيت مصر التي على الخريطة ، أما أنا فأتحدث عن مصر التي تقع في أحشاء قلبي ..

- أرجو أن يكون وفاؤك لقطر مثل وفائك لمصر .. أقصد وفاؤك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك
فقلت لها: بيني وبين قطر وفاءٌ وعهد ، ولست بالذي لا يفي عهده ، وحبذا لو علمتِ أن هذا الوفاء هو ما علمتني إياه أمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق