الأربعاء، 2 يناير 2013

الناس كالابل المائه

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما الناسُ كالإبلِ المِائَةِ لا تكادُ تجِدُ فيها راحلةً "
الرجل المائة : من تطيب المجالس بذكره ، وتهتف الألسن بشكره ، وترتفع الأكف والأيدي للمعيد المبدي بالدعاء له والثناء عليه ..
فهو مباركٌ أينما كان ، في كلِّ مكان و زمان ،حيثما حلَّ وارتحل ، كالريحانة يعبق بشذاه لكل من يهواه ، فإذا طُلِبَ وجِد ، وإن غاب فُقِد ، فهو يسدُّ مسدَّ مائة رجلٍ لا ينفعون ولا يدفعون .
ولم أرَ أمثالَ الرِّجالِ تفاوتت إلى الفضلِ حتى عُدَّ ألفٌ بواحدِ
لأنه يعيش لغيره ، قد نسي نفسه ، وغفل عن ذاته ، وتنكر لحظوظ نفسه ، فعاش للناس يرعاهم ويعتني بهم ، يعطف عليهم ويتلطف معهم ، يعطيهم ويبذل لهم .
فكم من قتيل لإبليس قد أحياه ! وكم من صريع للهوى أيقضه من سكرته وهداه! وكم من فقير أغناه ! وكم من محزون واساه ! وكم من محروم أعطاه ! وكم من يتيم رعاه! وكم من مريض شافاه بإذن الله !
فما أجمل أثره على الناس ! وأقبح أثر الناس عليه !
همته عالية ، وعزيمته ماضية ، فهو لا يرضى بالدون ، ولا يقبل أن يكون في ذيل القافلة! ، ولا في آخر الركب !
ولا غرو ؛ فإن الأسود لا تقع على الجيف ، ولا تأكل البايت !
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق