الأحد، 8 يناير 2012

ابنى الحبيب الغالى

ابنى ونور قلبى وحبيبى
تحية حب اعطر من شذا الريحان وارق من ابتسامة الصغير واطيب من ورد الازهار
ها انا ذا صغيرى اكتب اليك ويدى ترتعش فقد كبر سنى وهرمت وحبى للانتقل الى هناك فى الجانب الاخر من مشوار الحياة ولكنى اردت ان ابلغك بما سيمر على من تغيير فى الاحوال وانت تعلم ان كبريائى شديد وعزة نفسى ابية كالحديد الا انك حبيبى ونفسى الذى بين جوانجى اوصيك "بى" خيرا فعندما يحل اليوم الذي ستراني فيه عجوزاً .. أرجو منك أن تتحلى بالصبر فى فهم ما يمر بى
فإذا ما اتسخت ثيابي أثناء تناولي للطعام .. فلا تنهرنى لانك كنت تفعل ذلك وانا ابتسم لك وابش فى وجهك واكل ما وقع منك واحتضنك وإذا لم أستطع أن ارتدي
ملابسي بمفردي .. تذكر الساعات التي قضيتها لأعلمك وانت تابى وتلعب وتجرى منى وانا الاعبك إذا تحدثت إليك و كررت نفس الكلمات و نفس الحديث آلاف المرات ..لا تضجر مني لا تقاطعني .. و أنصت إلى و تحمل تكرار تلعثمى
عندما كنت صغيراً يا بني , كنت دائماً تكرر و تسأل و انا اجيبك وكان ذلك الصوت الصادر منك احب الى من كل الدنيا من حولى
لا تتركنى بدون استحمام فانا من لا أريد أن أستحم واحد غيرك يرانى بلا ملابسى او عريان .. ولا تترك غريبا ينظفنى فينظر الى نظرة الملوم او المنان ..وتذكر عندما كنت أطاردك لأدعوك للاستحمام
تذكر أنني الذي علمتك كيف تفعل أشياء كثيرة ..
كيف تأكل ..كيف ترتدي ملابسك .. كيف تستحم .. كيف تواجه الحياة وكيف تنام
عندما أفقد ذاكرتي أو أتخبط في حديثي .. إعطنى الوقت الكافي لأتذكر
و إذا لم أستطع .. لا تفقد أعصابك .. حتى و لو كان حديثي غير مهم ..
فيجب أن تنصت إلي
إذا لم أرغب بالطعام .. لا ترغمني فعندما أجوع سوف آكله
عندما لا أستطيع السير بسبب قدمي المرضتان المرتعشتان أعطني يدك .. بنفس الحب و الطريقة التي فعلتها معك
لتخطو خطوتك الأولى عندما يحين اليوم الذي أقول لك فيه إنني مشتاق للقاء الله ..
فلا تحزن و لا تبكي فسوف تفهم في يوم من الأيام وتعلم ان كل من عليها فان
حاول أن تتفهم أن عمري الآن قد قارب على الانتهاء
و في يوم من الأيام سوف تكتشف أنه بالرغم من أخطائي فإنني كنت
دائماً أريد أفضل الأشياء .. و قد حاولت أن أمهد لك جميع الطرق
ساعدني على السير .. ساعدني على تجاوز طريقي بالحب و الصبر مثلما فعلت معك دائماً
ساعدني يا بني على الوصول إلى النهاية بسلام ..
أتمنى أن لا تشعر بالحزن و لا حتى بالعجز حين تدنوا ساعتي
فيجب أن تكون بجانبي و بقربي .. و تحاول أن تحتويني ..
مثلما فعلت معك عندما بدأت الحياة ووضعت جسمك الصغير فى اول لبس لك وكان لوته ابيض فودعنى ياحبيبى باخر لبس لى ولونه ابيض
احتضني كما احتضنتك و انت صغيراً
واوصيك بامك فانها حبيبتى واختيارى وهى صورتى التى بقيت لك وسيرتى التى تشرفك احتويها بحبك وودادك وعطفك وحنانك فهى كانت لك سند ودفئا وحياة وعين ساهرة عليك من دون كسل او مبالاه فهى مثل ابيك الان زارة لك ايام قليلة لانها بعدى ستصبح بلا حياة فانا اعرفها لن تهنأ لها فى غيابى الحياة فاذا دفنتنى فاحتضنها على كتفيك ولا تقلق فلن يبرد كتفك الا وستفارق من اجلى الحياة   ابوك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق