المشكلات المترتبة على الرئيس الإخواني أو المنسوب للتيار الإسلامي في هذه الفترة :
حين اتخذ الإخوان قرارهم بعدم ترشح إخواني أو إسلامي لمنصب الرئاسة فإنهم كانوا يدركون وبعمق حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تحيق بالأمة في هذه المرحلة البالغة التعقيد من تاريخها :
فعلى المستوي الداخلي :
1. هي رسالة طمأنة لكل الفزعين من تغول النظام السابق وتكرار التجربة بحزب يكتسح ويعيد الناس لما قبل ثورة 25 يناير 2011 المباركة ، ويصبح الأمر حزب واحد يكتسح ويحتكر ويصبح هو الحاكم بأمره .
2. ثم الإخوان يعلمون الهوة السحيقة من الفشل والتردي في كل المستويات ، وعلى جميع الأصعدة ( اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وتعليمياً وصحياً وسياسياً ) ، وكم التردي الرهيب والذي لن يصلح علاجه أبداً على يد فصيل واحد ينفرد بسدة الحكم – إسلامياً كان أو علمانياً – لذلك فقد حرص الإخوان على إرساء مبدأ الشراكة المجتمعية بين الكل القوى الفاعلة للنهضة بهذا البلد ، ولعدم حرمان الأمة في هذا التوقيت المعقد من أي كفاءة أو جهد يمكن أن تسهم ولو بقدر في إنقاذ هذا البلد المنكوب والنهوض من كبوته .
3. ماذا لو انفرد الإسلاميون بهذه الأغلبية البرلمانية ثم شكلوا حكومة ، ثم اختير الرئيس من بينهم ، ثم فشلوا ، أو لم يشعر الناس – نتيجة كم الانهيار الموجود – بتحسن طفري على يدهم ، وهو متوقع إلى حدٍ كبيرٍ جداً ، إن هذا يعني انهيار المشروع الإسلامي ، وفشله ، خاصة في ظل موجة التربص العلماني والترصد الإعلامي الفضائي والذي آلته جاهزة للهجوم ، حتى أنهم وبعد أسبوع واحد فقط من انعقاد جلسات البرلمان بدؤوا يعقدون البرامج واللقاءات والندوات ، والتي مدار حديثها : ماذا قدمتم للشعب بعد أن انتخبكم ، حتى أن متعجليهم شرعوا يسألونه بهذه الصيغة : الناس تقول عنكم أنكم فشلتم في إحداث تغيير !!!!! ويا للعجب ، ذلك كله بعد أسبوع واحد فقط من بدء البرلمان !
ثم على المستوى الخارجي :
فالتربص الأمريكي الصهيوني الأوروبي ، والذي هو جاهز لتكرار سيناريو جبهة الإنقاذ بالجزائر ، أو حصار حماس وغزة ما هو منا ببعيد ، والتحديات الخارجية في هذه المنطقة المشتبكة من العالم في ظل السرطان الإسرائيلي المحمى من أوروبا وأمريكا ، أخطر من أن نستأسد في وقت نحن فيه أمة مستضعفة لنقفز على سدة الحكم ونواجه هذه التحديات .
ماذا لو فرض علينا الحصار نتيجة هذه الاختيارات الإسلامية المتتالية لبرلمان ثم لحكومة ثم لرئيس إخواني أو إسلامي ، أيستطيع أحد أن يتحمل تبعات ما سينجم على هذا الشعب ومنه نتيجة الضغوط الحصارية الخارجية ؟
خاصة وأغلبية من اختارنا من الشعب ، قد اختارنا على سبيل التجريب وليس على سبيل الاقتناع التام بالفكرة ، وعلى سبيل الاطمئنان العاطفي أو حتى العقلي لأمانتنا ثم لكفاءتنا ، طمعاً في نقلهم لحياة دنيوية أفضل ، وليس عن عقيدة جهادية تجعل صاحبها يتحمل كل العواصف مقابل نجاح فكرته الجهادية العقدية والتي قد تعني خسارته للدنيا مقابل ثواب الآخرة .
إن من يحمل هذا المضمون الجهادي العقدي ممن اختارنا فريق قليل جداً إن لم يكن نادر الوجود .
سادساً : إن حالة الهجوم على الإخوان وتوافقيتهم ، والتي انتابت الجميع ما هي إلا ثمرة ونتيجة لمناهج التربية والتثقيف والإعلام ، والتي مورست علينا خلال عقود مضت لتورث فينا نحن المصريين – كل المصريين – أحادية النظرة وأحادية الاستقطاب السياسي ، فإما أبيض وإما أسود ، حتى في مجال الفتاوى الشرعية التي يحتمل فيها الاجتهاد أكثر من رأي ، وفى الفنون وفى السياسة وفى الاقتصاد .
تجدنا إما يميناً وإما شمالاً ، وإذا أراد أحدنا التوفيق بين المختلفين وتقريب المسافات ، تم اتهامه بالميوعة والانحراف !
فما نراه من هذا الهجوم هو إفراز لمناهج تربية دامت سنين ، يحتاج علاجها سنيناً أخرى من مناهج مضادة ، ومن تربية ومن إعلام يتيح للناس ثقافة الاختلاف في الرأي مع بقاء الود والاحترام ، ويتيح للناس رؤية المشترك وغض الطرف عن المختلف فيه ، ويتيح للناس النظر لنصف الكوب الممتلئ ، لا الجانب السلبي وفقط .
سابعاً وأخيراً : أقول للإسلاميين المعترضين على الإخوان – رغم عدم اتخاذ الإخوان قرارهم بعد - :
رفقاً بإخوانكم ، ولا تتعجلوا ، ولا تظنوا أبداً أن الإخوان الذين جاهدوا ثمانين سنة لأجل شريعة الله سوف يتنكبوا عنها أو يضيعوها .
ولا تتعجلوا الحكم على الأشياء ، فمن قال لكم أن توافقي تعنى علماني ، ناهيك عن أن تعني معادٍ للشريعة .
ولا تظنوا أن الإخوان يمكن أن يؤيدوا أحداً يقفز على سدة الحكم ، فيضربهم ويضربكم ويضرب معكم جميعاً – بل قبلكم – شرع رب العالمين مرة أخرى ، وقد ذاقها الإخوان من قبل على يد جمال عبد الناصر ، وليس الإخوان بالسذاجة ليذوقوها مرة أخرى أبداً إن شاء الله .
وفق الله الجميع لما فيه خير مصر والإسلام والمسلمين ... اللهم آمين
حين اتخذ الإخوان قرارهم بعدم ترشح إخواني أو إسلامي لمنصب الرئاسة فإنهم كانوا يدركون وبعمق حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تحيق بالأمة في هذه المرحلة البالغة التعقيد من تاريخها :
فعلى المستوي الداخلي :
1. هي رسالة طمأنة لكل الفزعين من تغول النظام السابق وتكرار التجربة بحزب يكتسح ويعيد الناس لما قبل ثورة 25 يناير 2011 المباركة ، ويصبح الأمر حزب واحد يكتسح ويحتكر ويصبح هو الحاكم بأمره .
2. ثم الإخوان يعلمون الهوة السحيقة من الفشل والتردي في كل المستويات ، وعلى جميع الأصعدة ( اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وتعليمياً وصحياً وسياسياً ) ، وكم التردي الرهيب والذي لن يصلح علاجه أبداً على يد فصيل واحد ينفرد بسدة الحكم – إسلامياً كان أو علمانياً – لذلك فقد حرص الإخوان على إرساء مبدأ الشراكة المجتمعية بين الكل القوى الفاعلة للنهضة بهذا البلد ، ولعدم حرمان الأمة في هذا التوقيت المعقد من أي كفاءة أو جهد يمكن أن تسهم ولو بقدر في إنقاذ هذا البلد المنكوب والنهوض من كبوته .
3. ماذا لو انفرد الإسلاميون بهذه الأغلبية البرلمانية ثم شكلوا حكومة ، ثم اختير الرئيس من بينهم ، ثم فشلوا ، أو لم يشعر الناس – نتيجة كم الانهيار الموجود – بتحسن طفري على يدهم ، وهو متوقع إلى حدٍ كبيرٍ جداً ، إن هذا يعني انهيار المشروع الإسلامي ، وفشله ، خاصة في ظل موجة التربص العلماني والترصد الإعلامي الفضائي والذي آلته جاهزة للهجوم ، حتى أنهم وبعد أسبوع واحد فقط من انعقاد جلسات البرلمان بدؤوا يعقدون البرامج واللقاءات والندوات ، والتي مدار حديثها : ماذا قدمتم للشعب بعد أن انتخبكم ، حتى أن متعجليهم شرعوا يسألونه بهذه الصيغة : الناس تقول عنكم أنكم فشلتم في إحداث تغيير !!!!! ويا للعجب ، ذلك كله بعد أسبوع واحد فقط من بدء البرلمان !
ثم على المستوى الخارجي :
فالتربص الأمريكي الصهيوني الأوروبي ، والذي هو جاهز لتكرار سيناريو جبهة الإنقاذ بالجزائر ، أو حصار حماس وغزة ما هو منا ببعيد ، والتحديات الخارجية في هذه المنطقة المشتبكة من العالم في ظل السرطان الإسرائيلي المحمى من أوروبا وأمريكا ، أخطر من أن نستأسد في وقت نحن فيه أمة مستضعفة لنقفز على سدة الحكم ونواجه هذه التحديات .
ماذا لو فرض علينا الحصار نتيجة هذه الاختيارات الإسلامية المتتالية لبرلمان ثم لحكومة ثم لرئيس إخواني أو إسلامي ، أيستطيع أحد أن يتحمل تبعات ما سينجم على هذا الشعب ومنه نتيجة الضغوط الحصارية الخارجية ؟
خاصة وأغلبية من اختارنا من الشعب ، قد اختارنا على سبيل التجريب وليس على سبيل الاقتناع التام بالفكرة ، وعلى سبيل الاطمئنان العاطفي أو حتى العقلي لأمانتنا ثم لكفاءتنا ، طمعاً في نقلهم لحياة دنيوية أفضل ، وليس عن عقيدة جهادية تجعل صاحبها يتحمل كل العواصف مقابل نجاح فكرته الجهادية العقدية والتي قد تعني خسارته للدنيا مقابل ثواب الآخرة .
إن من يحمل هذا المضمون الجهادي العقدي ممن اختارنا فريق قليل جداً إن لم يكن نادر الوجود .
سادساً : إن حالة الهجوم على الإخوان وتوافقيتهم ، والتي انتابت الجميع ما هي إلا ثمرة ونتيجة لمناهج التربية والتثقيف والإعلام ، والتي مورست علينا خلال عقود مضت لتورث فينا نحن المصريين – كل المصريين – أحادية النظرة وأحادية الاستقطاب السياسي ، فإما أبيض وإما أسود ، حتى في مجال الفتاوى الشرعية التي يحتمل فيها الاجتهاد أكثر من رأي ، وفى الفنون وفى السياسة وفى الاقتصاد .
تجدنا إما يميناً وإما شمالاً ، وإذا أراد أحدنا التوفيق بين المختلفين وتقريب المسافات ، تم اتهامه بالميوعة والانحراف !
فما نراه من هذا الهجوم هو إفراز لمناهج تربية دامت سنين ، يحتاج علاجها سنيناً أخرى من مناهج مضادة ، ومن تربية ومن إعلام يتيح للناس ثقافة الاختلاف في الرأي مع بقاء الود والاحترام ، ويتيح للناس رؤية المشترك وغض الطرف عن المختلف فيه ، ويتيح للناس النظر لنصف الكوب الممتلئ ، لا الجانب السلبي وفقط .
سابعاً وأخيراً : أقول للإسلاميين المعترضين على الإخوان – رغم عدم اتخاذ الإخوان قرارهم بعد - :
رفقاً بإخوانكم ، ولا تتعجلوا ، ولا تظنوا أبداً أن الإخوان الذين جاهدوا ثمانين سنة لأجل شريعة الله سوف يتنكبوا عنها أو يضيعوها .
ولا تتعجلوا الحكم على الأشياء ، فمن قال لكم أن توافقي تعنى علماني ، ناهيك عن أن تعني معادٍ للشريعة .
ولا تظنوا أن الإخوان يمكن أن يؤيدوا أحداً يقفز على سدة الحكم ، فيضربهم ويضربكم ويضرب معكم جميعاً – بل قبلكم – شرع رب العالمين مرة أخرى ، وقد ذاقها الإخوان من قبل على يد جمال عبد الناصر ، وليس الإخوان بالسذاجة ليذوقوها مرة أخرى أبداً إن شاء الله .
وفق الله الجميع لما فيه خير مصر والإسلام والمسلمين ... اللهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق