الجمعة، 17 فبراير 2012

مصر بين الاستقرار أو الدمار .. 
تداولت مواقع النت المختلفة تسجيلا ً صوتيا ً بتحدث فيه شخص إلي آخرين.. وفيه يتداول مع آخرين كيفية تعطيل وإيقاف حركة الحياة في مصر بداية من يوم 11 فبراير.. وشل منظومة المؤسسات المصرية وخاصة المؤسسات الاقتصادية والخدمية مع تفكيك مفاصل الدولة المصرية الرئيسية .. بحيث تظهر الدولة المصرية المعروفة بتماسكها طوال التاريخ وهي عاجزة عن إدارة الحياة تماما ً .

وهو يشرح في التسجيل كيفية تعطيل وإيقاف منظومة السكك الحديدية المصرية .. وكيفية تعطيل وسائل النقل العام المصرية .. وذلك لتفكيك أجزاء الدولة المصرية بعضها عن بعض .. وأن يظل كل مواطن في مكانه لا يستطيع الذهاب إلي عمله أو العودة منه أو ذهاب المريض إلي المستشفى أو نقل البضائع والسلع من مكان إلي مكان.. وبذلك تتوقف المصالح الحكومية والتجارة البينية بين أطراف مصر .. حتى إن أراد الموظفون الذهاب إلي أعمالهم لم يستطيعوا ذلك .. وحتى إذا أراد الصانع والتاجر البيع والشراء ونقل البضائع لم يتمكنوا من ذلك . 

ثم تطرق التسجيل إلي تعطيل المواني عن طريق إضراب العاملين بالمواني .. وكذلك تعطيل المطارات المصرية وشل فاعليتها عن طريق حث وتحريض العاملين فيها على الإضراب عن العمل .

وبذلك تعزل مصر تماما ً عن العالم الخارجي .. وتعزل أطراف مصر المختلفة بعضها عن بعض بعد تعطل كل وسائل المواصلات العامة والسكك الحديدية.

ثم تحدث التسجيل الخطير عن التشويش على شبكات الكمبيوتر الخاصة بالبنوك وتعطيلها حتى تتوقف الحياة الاقتصادية والمالية عن طريق شل المركز الرئيسي لها وهو البنوك وتعطيل الأخيرة بتعطيل عقولها الإلكترونية وحاسباتها الآلية . 

ولعل مثل هذا التشويش يتم في بعض المراكز الاقتصادية والمالية الأخرى مثل البريد والبورصة والبنك المركزي ووزارة المالية وغيرهم . 

هذا ما تحدث عنه التسجيل بوضوح وذكر فيه بعض أسماء المتحدثين ومنهم فتيات وشباب .

وقد قال الصوت الشبيه جدا ً بصوت قيادي مصري معروف يثير القلاقل كل حين.. ويغير رأيه في اليوم عدة مرات .. محذرا ً في بداية هذه الجلسة من بقاء التليفونات المحمولة في الجلسة .. حتى لا تتسرب هذه الخطة إلي الأجهزة الأمنية .

أما ما لم يذكره التسجيل ويكاد يدركه كل مصري فهو الخطوة التالية للأحزاب وهو محاصرة المؤسسات الدولة الرئيسية وهمها وزارة الدفاع والداخلية والمناطق العسكرية في المحافظات الرئيسية مثل القاهرة والإسكندرية والسويس والإسماعيلية وأسيوط .. وذلك لتحطيم القوة الوحيدة المتماسكة حتى الآن في مصر وهي الجيش المصري .

وذلك بعد أن حطموا الداخلية وكسروا شوكتها وفرح البعض بذلك.. والآن أدرك الجميع أن تحطيم المؤسسات المصرية ليس هو الحل لمعالجة الانحرافات التي تحدث فيها .. ولكن الحل هو تغيير سياساتها وتغيير بعض قياداتها التي ترعى الفساد فيها .

أما حرق أقسامها واقتحام مقراتها وتدمير سياراتها وضرب ضباطها فلم يكن هو السبيل الصحيح لإصلاحها وتطويرها واجتثاث الفساد منها .

بل هو أشبه بما فعله بول بريمر في العراق حينما سرح ودمر الجيش العراقي فوقعت العراق كلها في الفوضى الشاملة .. وولغت كلها في الدماء وقتل وجرح قرابة 2/1 مليون عراقي وتم تهجير 4 ملايين عراقي.

الآن الدور على الجيش والمؤسسة العسكرية المصرية وهي المؤسسة الوحيدة المتماسكة حتى الآن في مصر .. فإذا تم تدميرها دمرت الدولة معها وقسمت مصر إلي أربعة أقسام معروفة للجميع كالآتي :

1- سيناء ستضم إلي غزة وتتكون منهما الدولة الفلسطينية الجديدة والوليدة.

2- دولة قبطية تمر من الإسكندرية إلي مشارف القاهرة مرورا ً بوادي النطرون .

3- دولة إسلامية في وسط مصر.

4- دولة نوبية في الجنوب قد يضم إليها في المستقبل دولة كردفان .

والآن لم يعد أمام الشعب المصري سوى خيارين لا ثالث لهما:

1- إما أن يقف الشعب المصري وقفة قوية صلبة ضد من يريدون تدمير الدولة ومؤسساتها .. وأن يحولوا دون حرق هذه المؤسسات أو وقف نشاطها إذا عز حرقها . 

2- وإما الدمار والهلاك للجميع والفوضى الغير خلاقة والمدمرة .

ولا ثالث بينهما

إننا لا نريد الآن المواقف المتميعة وأنصاف الحلول .. نريد يوما ً حاسما ً كحسم خالد في اليرموك .. وسعد في القادسية .. وصلاح الدين في حطين .. وعبد الناصر ضد العدوان الثلاثي في 1956 .. والسادات في حرب أكتوبر .

نريد الوقوف صفا ً واحدا ً .. الجيش والبرلمان والحكومة والشعب لصد هذا المخطط الآثم .

فمصر لا تتحمل مثل هذا العبث بأمنها القومي.

مصر الآن في وقت حرج وتحتاج للحسم مع كل من يريد تخريب مؤسساتها أو منعها من العمل أو قطع الطرق الداخلية والخارجية. 

وإذا كان الذين سربوا هذا الشريط لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ً مع هؤلاء العابثين فليأت دورنا نحن في صيانة أمتنا وبلادنا ومصرنا. 

وعلى الحكومة المصرية أن تقف يوما ً موقفا ً حازما ً مع من يريد تحطيم أمنها القومي .. أم أن الضعف سيكون سيدا ً للموقف باستمرار.. أم ستظل الحكومة تلقي دوما ً بالكرة في ملعب البسطاء من الناس الذين ينبغي عليهم مقاومة البلطجية وحراسة المنشآت وصد الجواسيس وإبطال مفعولهم وخططهم . 

الجيش المصري الآن هو العقبة الرئيسية أمام هذا المخطط العبثي الذي يصنعه أناس لا يريدون إلا مصالحهم الضيقة .. ويدورون حول ذواتهم ويكرهون أن يختار الناس حكامهم اختيارا ً حرا ً ما دام هذا الاختيار سيأتي بالإسلاميين .. أو حتى يصب في مصلحتهم .

إن الذين يعبثون بأمن مصر القومي معروفون بالاسم والرسم .. ولكنهم دوما ً يسرحون ويمرحون ويخططون بلا رقابة ولا حساب .. وكلما فشل لهم مخطط انهمكوا في آخر .. وكأننا في بلد لا يعرف معنى الأمن القومي أو كأننا في سوق عكاظ .

فمتى نرى وقفة حازمة مع المخططين والمنفذين؟ .

ومتى ندرك أن الوطن لا يتحمل الصمت الطويل أو المراهنة على الوقت أو على عودة الرشد لهؤلاء العابثين من تلقاء أنفسهم؟ .

أين الحسم الذي عرفت به مصر ؟

وأين الخوف من نفاذ الوقت .. فللصبر حدود .. وللعبث أيضا ً حدود .. وللاسترخاء الأمني حدود .

أم أننا نصبر في كل مرة حتى تسقط وتنزف الدماء وتتساقط الأشلاء.. ثم نبكي على اللبن المسكوب ونستدعي لجان التحقيق اللجنة تلو الأخرى لتذكر توصيات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تجد طريقا ً للتنفيذ .

ألم يأن بعد وقت المحاسبة لكل العابثين بدماء المصريين وأمنهم القومي وبخاصة أنهم معروفين للخاصة والعامة كحركة 6 إبريل والإشتراكيين وغيرهم أم ماذا ننتظر ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق