الأحد، 24 يونيو 2012

أما المفاجأة التي وقعت كالصاعقة على المشاهدين في شتى أنحاء العالم، لاسيما الإسلامي منه، فكانت في رد فعل غلام سرمين، وهو بين أيدي الأطباء.=====================غلام سرمينليلة 19/6/2012 تعرضت بلدة سرمين في إدلب لقصف صاروخي وحشي من قواتالنظام الطائفي تسبب كالعادة بحرائق وضحايا وإصابات بحق المدنيين العزل.ومع ساعات النهار الأولى فوجئ العالم بشريط فيديو لغلام لا يتجاوز عمره12 عاما، يدعى محمد ثروت ماهر، وقد أصيب بحروق بالغة في معظم أنحاء جسده.كما أصيب أخ الغلام واستشهد عمه سمير محمد ديب ماهر.أما المفاجأة التي وقعت كالصاعقة على المشاهدين في شتى أنحاء العالم،لاسيما الإسلامي منه، فكانت في رد فعل غلام سرمين، وهو بين أيدي الأطباء.وكأي طفل كان من الصعب توقع أن يخرج رد الفعل عن الصراخ والصدمة والبكاء،لكن أن ينحصر بتوحيد الله والاستغفار والدعوة فهذا ما لم يكن متوقعا فيعمر الغلام الذي يكاد جسده ينسلخ عنه من شدة الحروق والآلام المبرحة التيلا يقوى عليها كبار السن من الشباب الأقوياء جسدا وإرادة.ما أن غرز الطبيب مشرطه أو إبرته في جسد الغلام، ذهابا وإيابا، حتىسمعنا قولا عجبا: « في سبيل الله .. في سبيل الله .. في سبيل الله» ..قحتى يعود القول ثانية ..وكلما اشتد الألم وغاصت المشارط في الجسد الرقيق أعمق، حتى خيل إليناوكأنها تغوص في جلودنا، إلا وباغتنا الغلام ثانية بما هو أعجب وأبلغ: «أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله» .. ثم يتكرر القول: « بسمالله الرحمن الرحيم .. أستغفر الله» .. « في سبيل الله .. في سبيل الله.. في سبيل الله» .. « يا رب احميني .. يا رب لا توجعني ... ».لم نسمع كلمة واحدة غير هذه الكلمات من هذا الغلام البريء، الذياحتسب قهره وألمه ومعاناته في سبيل الله وحده لا شريك له، واستغفر ربهوكأنه يحمل ذنوب الأرض!!! فمن أين جاء هذا الثبات الأسطوري لهذا الغلام؟ومن أين جاءته هذه اللغة العقدية البليغة في مثل هذه اللحظات التي يكادالهرم فيها يفقد صوابه، ويقل إيمانه، من هول الظلم والقهر،غلام سرمين لم يستغث أو يستنجد أو يحتم بغير الله، ولم يهزأ بأمةالإسلام والمسلمين، لكن دعواته ومناجاته لربه جمدت المياه والدماء فيالعروق، كما جمدتها من قبل فظاعات القتلة في أحمد الخطيب وأطفال الحولةورُضَّعها، ومن قبل في أجساد ووجوه أطفال درعا، الذين أرسلوا للعالم أجمعرسالة، في أول أيام الثورة، تقول له: « قد وصلتنا رسالتكم فيما زرعتهأيديكم من قتلة في بلادنا».غلام سرمين كان طفلا قوي البنيان .. عفيف اللسان .. جميل الكلام.. لم يسب أو يشتم أو يرفث أو يفسق .. بل كان بحق عملاقا، شامخا رغم شدةالآلام .. قدم درسا بليغا لكبيرنا وصغيرنا في الأخلاق وفي البطولةوالشجاعة في مواجهة القتلة والمجرمين والمخذلين والمحبطين ..غلام سرمين بدا أسدا من أسود الله في الأرض .. أسد في التوحيد مقابلخنازير الكفر والشرك والإلحاد والوثنية واللبرالية والعلمانية .. أسد فيالاستغفار في وجه الغطرسة والاستعلاء والكِبْر .. أسد في الصبر على المحنوالشدائد في وجه القانطين من رحمة الله .. أسد في الثقة بالله عز وجل ..أسد لم تنل الجروح والقروح والمشارط من إيمانه لحظة واحدة!!! فهل سيثبت «أسد» المجرمين كما ثبت أسد سرمين؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق