الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

فجعنا جميعا مساء أمس بأحداث ماسبيرو وعدد الضحايا الغير مسبوق منذ أحداث ثورة يناير
وقبل أن أتحدث
أجمع لكم لقطات سريعة قد تساعدنا جميعا في التشخيص السليم .. ومن ثم العلاج الناجع
- الفيديو الذي تم تداوله بكثافةعلى الفيس بوك وفيه رجل الدين المسيحي يهدد بالقتل الصريح منذ يومين وما زال بثه مستمرا حتى الآن

- الجندي المصاب على الهواءمباشرة وهو يصرخ من الألم ويتعجب ويقول منذ الصباح ونحن نحميهم ونتحدث معهم بل ونشرب مياة منهم !!

- الصحفي الذي تحدث على الهواءمباشرة عقب وفاة أول ضحية وقال رأيت بأم عيني الرصاصة وهي تخترق رقبة الجندي ليقع مضجرا في دمه الكثيف في مشهد مذهل

- ابراهيم عيسى وأتباعه من اليساريين والليبراليين والعلمانيين وقد تحولو لأتباع الكنيسة المخلصين في دفاعهم المستميت عن المسيحيين وتلمسهم لكل أعذار الدنيا لهم بشكل غير مسبوق
ونشرهم لكل الصور التي تظهر المسيحين على أنهم ضحايا الهجوم الوحشي للجيش المصري.

- وأخيرا جملة عابرة لأحد المتصلين على الهواءمباشرة والتي يقول فيها .. (( لا يمكن إجراء الانتخابات وسط هذه الأجواء أبدا ))
.....
بعض المعطيات التي قد تساعدنا كذلك في التشخيص
بعد أحداث السفارة المصرية التي بدأت سلمية تماما وانقلبت إلى دامية بما يشابه تماما ما حدث بالأمس مع الفارق في كمية العنف
تبين لنا أن التجمعات الكبيرة والمظاهرات المصرية الآن من السهل جدا بث الفوضى فيها وتحويل مسارها
كلما اقترب موعد الانتخابات وتسليم السطلة بالفعل يحدث شيئا يكون فتحا كبير للغط والجدل الذي يجيده من يسمون أنفسهم بالنخبة
فبعد أحداث السفارة الاسرائيلية .. وعودة قانون الطواريء ارتفعت نغمة أن هذا أكبر دليل على عدم نية الجيش لتسليم السلطة لمدنيين وما اعقبه من موقعة البدلة وحسن اصطياد المواقف
وقبيل فتح باب الترشح لإنتخابات مجلس الشعب وتسليم نصف السلطة للشعب متمثلا في السلطة التشريعية والتي ستأتي الانتخابات بمستحقيها بالفعل .. تقع موقعة ماسبيرو
......
هل أنا مريض بالبارانويا ونظرية المؤامرة مسيطرة علي .. افترض ذلك
ولنبدأ في التشخيص :
كان أهم سلاح بيد الثورة المضادة هو قضية الفتنة الطائفية والتي نجح المجلس العسكري في إخمادها في أكثر من موقف وكان أشهرها حادث كنيسة صول والتي بناها الجيش على نفقته الخاص وبجهد أبنائه
كان المخطط المرسوم الذي اتفق عليه الجميع أن تسليم السلطة سيتم في خلال ستة أشهر هي مدة الفترة الانتقالية
ولكن ما إن ظهرت نتيجة الاستفتاء والتي صعقت من يسمون أنفسهم النخبة
فقد كانو ينتشون ويظنون بأنهم متربعون في قلوب وبين ثنايا وخلايا عقول الشعب
فوجئو بأنهم لا يوجد أي رصيد شعبي لهم
وبالتالي .. تسليم السلطة في الظرف الحالي يعني غيابهم التام عن المشهد .. وتخوفهم الذي جعلهم يظنون بأنهم إن لم ينجحوا الآن فقد أفلتت منهم الفرصة للأبد
جعلهم يبتكرون كل المعارك التي تسببت ونجحت بالفعل في العبث وتعثر الفترة الانتقالية .. والتي ظنوا بأنها كلما طالت كلما كان هذا مناسبا جدا لهم لكسب مواقف واكتساب شعبية يفتقدونها

الفلول ومنظمي الثورة المضادة أجادو تنظيم صفوفهم في فترة التعثر هذه ووسط تشرذم وتصارع القوى السياسية المتواجدةعلى الساحة كانت لهم صولات وجولات ناجحة كذلك

القوى الخارجية أيضا بدأت تسترد أنفاسها من هول صدمة الثورة التي أفقدتهم كنزهم الاستراتيجي كما صرحوا ..

المجلس العسكري كذلك الذي أراد ترضية الجميع ففقد تأييد الجميع .. بعد الاستفتاء والاعلان الدستوري لو كان التزم بهذا المخطط ولم يسع لحل وسط يرضى جميع الأطراف لكفانا الكثير من اللغط والعبث
اذا نقول بأن سبب كل هذه الأحداث والمرض الذي نعاني منه يتلخص في كلمة واحدة
الفوضى
فوضى سياسية وإعلامية وشعبية
فوضى سياسية جعلت البلد بلا سلطة تشريعية ولا تنفيذيه لفترة كبيرة لا تتحملها البلد وسط شعب متنوع المشارب والاتجاهات والانتماءات والديانات
فوضى إعلامية جعلت المواطن البسيط حيرانا .. فهو يرى على إحدي القنوات رأيا مقنعا جدا وبمجرد الذهاب لقناة أخرى يجد رأيا مناقضا تماما والعجيب أنه مقنع جدا أيضا
فوضى شعبية تمثلت في المظاهرات والمطالب الفئوية التي أشبه بثقوب متكاثرة كلما سددت أحدها تضاعفت هي في أمكان أخرى

اذا ما الحل ؟
الحل هو التخلص سريعا من هذه الفترة الانتقالية والمجيء بحكومة لها خطط ورؤية استراتيجية ويمكننا محاسبتها بالفعل
الحل هو رؤية المخطط الفعلي وإفشاله بكل السبل وعدم الاندفاع الانفعالي خلف حدث أو أحداث مقصود بها تماما اثارة كل مشاعر الغضب والخوف والارتباك لديك ليعمي عينيك عن الهدف الحقيقي
الحل هو التخلص من المشاعر الآنية ونحكم عقولنا

فالقوى الخارجية تريد التدخل بحجة الحماية للأقليات الدينية
والفلول يناسبهم جدا هذه الأجواء للعمل المنظم في إفشال الثورة
والليبراليون والعلمانيون واليساريون يناسبهم جدا هذه الأجواء التي تؤخر اختفائهم ولكسب مواقف وأرض جديدة بين الشباب
والأمر مطروح للمناقشة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق