الجمعة، 14 أكتوبر 2011

ملف كامل عن الاكتئاب




يعتبر الاكتئاب من الأمراض المصاحبة لتقدم الحضارة وتسارع الحياة المصاحب لها، فهو معلم من معالمها، يصاب به الجميع رجالا ونساء، ولا يستثني أحدا..، وقد أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية في دراساتها حول مرض الاكتئاب في العالم أن هنالك على الأقل أكثر من 100 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات المزاج والاكتئاب.

وهو مرض شائع فى جميع المجتمعات وخاصة الصناعية منها، وأن نسبة الإصابة به هي 20:1 شخص في المجتمع إلا أنه يصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال تصل إلى 1:2.

تعريف الاكتئاب
الاكتئاب مرض نفسي مزمن وشامل، يؤثر على جسم الإنسان ومزاجه وأفكاره، ويعتبر من المشاكل الصحية الرئيسية في المجتمعات الحديثة، وأحيانا لا يتناسب مع أي مؤثر خارجي يتعرض له المريض.

ومن أهم أعراض هذا المرض شعور المريض بالحزن الشديد، والفراغ والملل والوحدة وعدم القيمة، وكثيرا ما تنتاب الأشخاص المصابون بالاكتئاب حالات من الزهد وعدم الشعور بمتعة الحياة، ويصاحبه تعكر في المزاج، لكن هذه المشاعر لا تعيق الإنسان عن المضي في حياته الطبيعية، لكنه يصعبها فقط ويجعلها تبدو أقل قيمة.

أسباب الاكتئاب
هناك عوامل مباشرة تسبب الاكتئاب، وهناك عوامل تحفز حدوثه لدى المصاب، فتتداخل العوامل مع بعضها مؤدية للإصابة، ومن أهم هذه الأسباب والعوامل:

·         اختلال التركيب الكيميائي في مخ المريض:
أي تختل نسب النواقل العصبية (النورإبينيفرين، والسيراتونين، والجابا)، ومن الطبيعي أن تختلف نسب النواقل العصبية في مخ الإنسان الطبيعي من وقت لآخر، فهي تختلف في وقت الحزن والكرب عنها في وقت الخوف، أو وقت الفرح والسرور، لكن هذه الاختلافات تعتبر طارئة وغير دائمة، أما مريض الاكتئاب فإنه يعاني من اختلالات وتذبذبات دائمة في نسب النواقل العصبية الموجودة في المخ.

        الظروف البيئية والاجتماعية المحيطة بالمريض:
مثل حالات وفاة الأعزاء أو الشعور بالوحدة أو المعاناة من أمراض مزمنة..، فهذه تعتبر مجرد محفزات لحدوث حالة الاكتئاب لدى المريض وليست مسببات أساسية للمرض، بدليل أنه بعد زوال هذه العوامل تزول حالة الاكتئاب لدى المريض.

        العامل الوراثي:
وجد أن نسبة حدوث مرض الاكتئاب تزداد عند التوائم المتطابقة (التوائم التي تنتج من تلقيح حيوان منوي واحد لبويضة واحدة) بحيث تصل هذه النسبة إلى حوالي 70% وكذلك تبلغ نسبة الإصابة بين الأقارب من الدرجة الأولى حوالي 20%.

        العوامل الهرمونية وأمراض الغدد الصماء:
قد تساهم في حدوث مرض الاكتئاب وخاصة تلك الاضطرابات التي تصيب الغدة النخامية.

ولمرض الاكتئاب أنواع عدة أهمها:
1.       الاكتئاب الشديد.
2.       الاكتئاب ثنائي القطب.

أولا: الاكتئاب الشديد:
يصيب هذا النوع جميع الأعمار، إلا أن الإصابة به تزداد عند الأشخاص ما بين عمر 25-44 سنة، كما أنه قد يحدث بشكل كبير عند كبار السن في مرحلة الشيخوخة وخاصة هؤلاء الذين يعيشون في مراكز العناية بالمسنين.

وتتميز أعراض هذا النوع بأنها تزداد في فترة الصباح وتقل تدريجيا أثناء اليوم، والنوبات الشديدة من الاكتئاب من الممكن أن تحدث مرة أو مرتين أو عدة مرات فى حياة المريض، وتتلخص أعراض هذا الاكتئاب بما يلي:
         تعكر المزاج.
         عدم القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة.
         فقدان الشهية وخسارة الوزن.
         الأرق أو النوم الزائد.
         الشعور بالضيق.
         الشعور بالتعب والإرهاق بشكل دائم.
         الشعور بالذنب.
         انكسار النفس وهبوط الروح المعنوية.
         تدني القدرة على التفكير والتركيز.
         تكرر فكرة الموت والانتحار عند المريض.
         محاولة الانتحار.

ويعتبر الشخص مصابا بالاكتئاب إذا توفرت خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض السابقة الذكر.

ثانيا:الاكتئاب ثنائي القطب:
نوع من أنواع الاكتئاب الذي يتميز بحالات من الاكتئاب والانشراح (الهوس)، التي تصيب المريض بشكل دوري، ولوحظ أن العامل الوراثي يساهم في حدوث ما نسبته 80-90% من حالات هذا المرض.

وقد تم تفسير حدوث حالات الاكتئاب والانشراح لدى المريض بشكل متتابع بتذبذب النواقل العصبية وخاصة  النورإبينيفرين في جهاز المريض العصبي، وقد يكون التغير أو التقلب في مزاج مريض الاكتئاب ثنائي القطب سريعا وحادا، ولكنه في الغالب يكون بصورة متدرجة .

بالإضافة إلى العوامل الوراثية المذكورة وتأثيرها، هنالك عوامل أخرى قد تساهم في الإصابة بهذا الاضطراب مثل الاضطرابات الهرمونية في الغدد الصماء، خاصة الغدة النخامية واضطرابات الغدة الدرقية، وكذلك الإصابات الدماغية خاصة حوادث الطرق وإصابات الرأس.

وقد ذكرنا الأعراض التي يمر بها المريض خلال فترات الاكتئاب، أما أعراض فترات الانشراح والهوس فتتمثل فيما يلي:
1.       شعور المريض بالعظمة والثقة الزائدة بالنفس.
2.       الأرق وتدني القدرة على النوم.
3.       التحدث بتكبر وتعال.
4.       تشوش وتشتت الأفكار.
5.       الحركة الزائدة.
6.       التورط ببعض النشاطات الخطرة.

كيف يمكن للمصاب أن يساعد نفسه للخروج من حالة الاكتئاب؟
هنالك العديد من التدابير والأمور التي يمكن للمريض أن يقوم بها خلال ممارسته لنشاطاته اليومية والتي من شأنها أن تقلل من حالة الاكتئاب لديه، ومن أهم هذه التدابير ما يلي:
1.       معالجة المشاكل والضغوطات اليومية التي يعاني منها المريض أولا بأول، وعدم تركها تتراكم بحيث يصعب حلها في نهاية الأمر.
2.       الاسترخاء والابتعاد عن المشاعر السلبية التي من شأنها أن تضر بحالة المريض مثل مشاعر الغضب والغيرة والتوتر.
3.       تعلم لغة الحوار والتحدث مع الأصدقاء وطلب دعمهم.
4.       ممارسة أسلوب الحياة الصحي الذي يتضمن تناول طعام صحي متوازن وممارسة الرياضة وتجنب التدخين.
5.       القيام بالنشاطات الترفيهية المفيدة التي من شأنها أن ترفع الروح المعنوية لدى المريض مثل القراءة والقيام بالرحلات والسفر والابتعاد عن الضوضاء وممارسة الرياضة.
6.       مواجهة أمور الحياة بجدية وعقلانية ومنطقية، فيجب أن يعلم الإنسان ما يستطيع القيام به وما لا يستطيع القيام به فيجعل أهدافه منطقية حتى لا يصاب بالإحباط في حال عدم تمكنه من تحقيقها.

طرق علاج الاكتئاب
من المهم جداً أن يباشر بعلاج مريض الاكتئاب في بداية ظهور أعراض الاكتئاب لديه، بشكل مستمر ومتتال، وهنالك العديد من الطرق والوسائل المستخدمة حتى يستطيع مريض الاكتئاب التخلص من حالة الاكتئاب التي يعاني منها.
وتتضمن أساليب علاج الاكتئاب الشديد: العلاج النفسي، والعلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب، وفي بعض الأحيان قد يضطر الطبيب لاستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية. ومن الطرق الأخرى للعلاج ما يلي:
1.       الاستشارة النفسية: وتتضمن هذه الطريقة الحوار مع شخص موثوق ومختص كطبيب الأمراض النفسية عن الأمور النفسية التي يعاني منها المريض بهدف إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها المريض.

2.       استخدام العقاقير المضادة للاكتئاب: ولا يجوز أن يتناول المريض هذه العقاقير إلا بوصفة من طبيبه المختص، ومضادات الاكتئاب هي أكثر طرق العلاج الطبي انتشارا، وهي تؤثر في النواقل الكيميائية الموجودة في دماغ المريض ولكنها لا تعالج الاكتئاب بشكل جذري إنما تعمل على التخفيف من أعراض الاكتئاب لدى المريض.

3.       وقد ثبت أن العلاج بالعقاقير فعال فيما نسبته 40%-70% من حالات الإصابة بالاكتئاب.

4.       الإيواء في المستشفى: بشكل عام فإن الغالبية العظمى من مرضى الاكتئاب لا يحتاجون لدخول المستشفى ولكن بعضهم يحتاج دخولها مثل المرضى ذوي الميول الانتحارية لخطورتهم على أنفسهم.

كما قد يضطر الطبيب إلى إدخال بعض مرضى الاكتئاب للمستشفى وخاصة في حالات علاج المرضى الذين يعانون من اضطراب بالوجدان ثنائي القطب، حيث يعتمد العلاج على طبيعة المرض، ففي حالات الهوس يدخل المريض للمستشفى حيث يعالج بالأدوية المضادة للذهان، ولا يجوز إيقاف تناول هذه الأدوية إلا بأمر الطبيب حتى ولو لوحظ تحسن في حالة المريض.

5.       دعم المجتمع المحيط: هنا يأتي دور المجتمع المحيط من أقارب وأصدقاء، بتوفير جو يسوده الاستقرار والمحبة، وإظهار مشاعر الود للمريض، ومساعدته في الوصول إلى الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع حالة الاكتئاب.

6.       العلاج بالصدمات الكهربائية: هذا العلاج يعطى عادة فقط للمصابين باكتئاب حاد ولم يستجيبوا للعلاج بالعقاقير، وهو علاج مثير للجدل وقد يكون له أثار جانبية حادة مثل فقدان الذاكرة

واخيرا 
 
س1: ما الاكتئاب؟
الاكتئاب هو مرض شامل يؤثر على الجسم والمزاج والأفكار، ويعتبر الاكتئاب من المشاكل الصحية الرئيسية في المجتمعات الحديثة، وهو مرض نفسي مزمن لا يتناسب مع أي مؤثر خارجي يتعرض له المريض..، ومن أهم أعراض هذا المرض شعور المريض بالحزن والفراغ والملل والوحدة وانعدام القيمة، وكثيراً ما تنتاب الأشخاص المصابين بالاكتئاب حالات من الزهد وعدم الشعور بمتعة في الحياة. وأخف حالات الاكتئاب تتمثل في مزاج متدن، ولكنه لا يعيق الإنسان من السير في حياته الطبيعية ولكنه يجعل من الصعب على الإنسان القيام بالأمور ويجعلها تبدو غير جديرة بالاهتمام.
س2: هل هنالك علاقة بين الاكتئاب والوراثة؟
نعم في العديد من الأحيان قد يكون هنالك علاقة بين العامل الوراثي وحدوث حالة الاكتئاب عند العديد من الأشخاص.
 س3: هل هنالك سن معين للإصابة بالاكتئاب؟
الاكتئاب يصيب جميع الأعمار إلا أن الإصابة به تزداد في مرحلتين الأولى ما بين سن الأربعين والخمسين والثانية ما بين سن الستين والسبعين.
يُعتقد أن مصدر هذا النوع من الاكتئاب نقص ضوء النهار في شهور الشتاء، مما يجعل بعض الناس أكثر عرضة للاكتئاب، وهو نوع من أمراض الاكتئاب الذي ينتكس كل شتاء. وهذا النوع من الاكتئاب يكون مصحوباً بعدة أعراض مثل وجود نقص واضح في الحيوية وزيادة شديدة في النوم والنهم الشديد للمواد الكربوهيدراتية (النشوية). وعلاجه يتم عن طريق التعرض للضوء الساطع في فترات الصباح الأمر الذي قد يساعد على تحسن حالة المريض.
س5: هل تؤدي الأدوية المضادة للاكتئاب إلى الإدمان؟
كلا لا تؤدي الأدوية المضادة الاكتئاب إلى الإدمان.
س6: ما هو الفرق بين حالة الاكتئاب وحالة الحزن؟
إن حالة الحزن هي حالة عرضية تصيب الإنسان عند مروره بتجارب مؤلمة خلال مراحل حياته المختلفة وهي حالة مرتبطة بالزمان والمكان والحدث، أمّا حالة الاكتئاب فهي حالة دائمة تصيب الإنسان فيشعر بالحزن والوحدة لفترات طويلة من الزمن وتؤثر هذه الحالة على قيامه بواجباته اليومية ولا بد من طلب مشورة الأخصائي النفسي لعلاج هذه الحالة.
س7: بعد علاج مريض وخروجه من حالة الاكتئاب، ما هي طرق الوقاية من الانتكاس؟
يجب على المريض بعد الشفاء من حالة الاكتئاب استخدام بعض الأدوية الموصوفة له من قبل الطبيب والتي تساعد على ثبات المزاج  مثل أقراص الليثيوم أو بعض الأدوية المضادة للصرع لفترة طويلة بعد الشفاء من الاكتئاب وذلك للوقاية من حدوث انتكاسة المرض من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق