الأحد، 23 أكتوبر 2011

مراجعات الجماعه الاسلاميه واثرها على الشعوب العربيه المحتله


 اتخوف من اثر المراجعات .. يجيب د ناجح ابراهيم

أشركنا في مشكلتكاتخوف من اثر المراجعات على روح المقاومة فى العالم الاسلامى
الإسم:ايمن امامالمشكلة:الخوف ياسيدى - وانا اعلم انكم اناس لا نزكيكم على الله- الخوف ان تستغل هذه المراجعات - فى القضاء على المقاومة الإسلامية فى الدول الإسلامية المحتلة فعلى فرض ان المالكى فى العراق وابو مازن فى فلسطين والحكومة العميلة بالصومال- قد روجت لمثل هذه المراجعات واتخذتها سبلا لوضع المقاومة لديها فى موقف الخارج عن الحاكم وما يستتبعه ذلك من تبعات لا يعلمها الا الله. هل هذه المراجعات قد خصصت لمصر فقط هل هذه المراجعات لا تسرى على الاقطار المحتله هل هذه المراجعات سيكون الأخذ بها كمنهج عام لكل الحركات الإسلامية فى كافه بقاع الدنيا الا ترى ان مثل هذه المراجعات والإعلان عنها فى هذا التوقيت - يضر بكل حركات المقاومه فى العالم الاسلامى نحن نعلم ان العنف فى مصر انتهى , فلمن توجهون هذه المراجعات ولمن تنشروها اخشى ان اقولها صراحة لقد ارتكبتم- خطاء كبير بعدم الاعلان عن كونها خاصه بحدود مصر فقط- وغير ملزمه لاى جماعه فى اى قطر اخر فلكل قطر ظروفه الخاصه به- لقد اعطيتم لامريكا وعملائها- طبق من فضه- للتشكيك فى مشروعيه المقاومة لدى الأقطار الإسلامية المحتلة. قد يكون سندكم انها لا تسرى على الأقطار المحتلة - والرد على ذلك ولكن هذه الأقطار المحتلة لديها حكومات منتخبه- وبالتالى فهى لها مشروعيه بطريق او باخر وبالتالى لا يجوز الخروج عليها ومقاومتها- وهو ما يعنى الاستسلام لامريكا وجيوشها- انتم اخطأتم قديما بمحاربه الدولة كما تقولون والان ترتكبون خطاء اشد جسامه - وهو الترويج الاعلامى لهذه المراجعه- اذ ان مثل هذا الترويج يخدم الاحتلال- غدا سيبارك بوش واولمرت وابومازن والدحلان والمالكى هذه المراجعة وسيطالبون بالاف النسخ منها لتوزيعها على الشعوب المحتله- ماذا تفعلون بنا – لا ادرى أجاب عنها:د. ناجح ابراهيمالإجابة:أخي الحبيب/ أيمن إمام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتحية من عند الله مباركة طيبة وسلاما ً عاطرا ً أرق من نسيم الصباح .. وبعد ..
ـ فأود أن أشكرك على اهتمامك بأحوال الإسلام والمسلمين.. وعلى أدبك الراقي وذوقك الرفيع فى أسلوبك الذى طرحت به ما يدور فى نفسك من تساؤلات حول المبادرة .. فكم نفتقر فى مثل هذه الأيام إلى ذلك اللون من الحوار المثمر والنقد الهادف البناء .. فى وقت علا فيه صوت الإسفاف وتغلبت لغة الإثارة والتهيج على صوت العقل ولغة المنطق والموضوعية ..
أما عن سؤالك الذى أبديت فيه مخاوفك من أن تكون مبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة الإسلامية سببا ً فى كسر شوكة إخواننا الذين احتلت ديارهم وبلادهم .. فقاموا يدافعون عن دينهم وأرضهم وأعراضهم فى وجه الغاصب المحتل .. وهو ما دعاك لأن تفضل أن تكون المبادرة موقفا ً خاصا ً بالإسلاميين فى مصر فقط .. بحيث لا ينسحب مضمونها على كافة بلدان المسلمين .. حيث تختلف الظروف والعوامل من بلد إلى أخرى .
ويبدو لي – أخي الحبيب- من سؤالك أن فكرة المبادرة ليست واضحة فى ذهنك إلى حد كبير .. وأن مضمون المراجعات القيمة التى وفقنا الله تعالى للقيام بها لا يزال مشوشا بالنسبة لك .. لذا أستأذنك أن أعيد طرح بعض أهم النقاط التى تضمنتها مراجعات الجماعة الإسلامية بصورة مركزة .. وأنا واثق من انك سوف تجد إجابة تشفى صدرك وتريح قلبك إذا تأملت جيدا ً هذه النقاط .
إن مبادرة وقف العنف لا تعنى بأي حال من الأحوال إبطالا ً لفريضة الجهاد فى سبيل الله تعالى الذى هو ذروة سنام الإسلام .. وأعلى قمم البذل والتضحية فى سبيل الله .. ولن يستطيع أحد من البشر مهما كان – نحن أو غيرنا – على مر العصور أن يلغى فريضة من فرائض الله تعالى .. فحدود الله وفرائض شريعته جزء من الدين الذى تكفل المولى سبحانه وتعالى بحفظه إلى قيام الساعة .. مصداقا ً لقول الله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".. 
ولكن المبادرة جاءت لتعلن وقف قتال لا ترضاه الشريعة ولا يحبه المولى عزوجل .. قتال لم تكتمل أسبابه ولم تستوف شروطه ولم تنتف موانعه .. قتال لم يحقق للإسلام مصلحة .. ولم يرفع للدين راية .. ولم يرجع لأمة الإسلام مجدا .. نعم كان القائمون به فى قمة الإخلاص والبذل والتضحية – نحسبهم كذلك ولا نزكى على الله أحدا ً – ولكن أهل الإخلاص ليسوا بمعصومين .. فهم بشر لا ملائكة .. والخطأ فى تقدير الواقع وإدراك أبعاده وارد .. ولا ينقص من قدر صاحبه شيئا ً.. ما دام يدور مع الشرع فى كل أحواله وأوقاته .. وما دام يسعى لمصلحة الإسلام وأوطان المسلمين حيثما كانت .. هذه أخي الحبيب هى المبادرة وموقفها من الجهاد فى سبيل الله .
نعم .. جاءت المبادرة لتمنع كل صور الصدام الداخلي بين الحركات الإسلامية وبين الحكومات التى تعيش فى كنفها .. وهى – لعمر الله – دعوة عاقلة رشيدة فى ظل الهجمة المسعورة التى تتعرض لها أمة الإسلام اليوم .. حيث عادت قوى الاستعمار لتقتطع من بلدان المسلمين مرة أخرى الدولة تلو الأخرى.. وتلتهمها كغنيمة باردة .. فلا يعقل – والحال كذلك – أن ينشغل المسلمون بصراع داخلي يهد بنيانهم ، ويضعف قوتهم .. فتصير بلاد الإسلام لقمة سائغة لكل طامع أو حقود .. والله تعالى يقول فى كتابه الكريم :" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "
فالجهاد فريضة عظيمة من فرائض الإسلام .. يعتز بها كل مسلم .. وهو ذروة سنام الإسلام .. ولقد شرع الله الجهاد دفاعا ً عن الدين وذودا ً عن ديار المسلمين .. وردا ً للذين يصدون عن سبيل الله .. وحماية لديار الإسلام أن تحتل وأعراض المسلمين أن تنتهك .. ومساجدهم أن تدنس أو يعطل فيها ذكر الله وإقامة الصلاة .. ولم يشرع الإسلام الجهاد عدوانا ً على غير المسلمين .. أو حرمانا ً لحقهم فى اختيار ما يدينون وما يعتقدون .. ولم يشرعه لإكراه غير المسلمين على الدخول فيه .. لأن الله غنى عن العالمين .. ودينه غنى عن إكراه أحد على الدخول فيه بظاهرة دون قلبه ومشاعره وجوارحه ..
ولما كان الجهاد فيه إراقة لدماء المؤمنين وهى أغلى شىء فى الدنيا ..وفيه إراقة لدماء غيرهم من غير المسلمين .. وإراقة الدماء عموما ً محرمة إلا بحجة شرعية ومصلحة أعظم من مفسدة إراقتها كما قال ابن تيمية "رحمه الله " .. لذا كان حريا ً بالشرع الشريف أن يضع له أعظم الضوابط وأدق الأحكام .. حتى لا تراق الدماء بغير علة أو ضرورة أو مصلحة يريدها الشرع أعظم من مفسدة إراقتها .. وحتى لا يختلط الحابل بالنابل .. فلا يدرى القاتل فيم قتل .. ولا المقتول فيم قتل .. 
والجهاد كواجب شرعي تسرى عليه قواعد الواجبات الشرعية .. فله أسباب لا بد من وجودها لإنفاذه .. وله شروط لا ينبغي على القائمين بهذه الفريضة إهمالها أو تركها .. وله موانع إذا وجدت صار الجهاد غير مفروضا ً ولا واجبا ً .. بل قد يصير حراما ً.. كما تحرم الصلاة والصيام على الحائض والنفساء . 
والجهاد كسائر الواجبات تارة ما يكون واجبا ً .. وتارة ما يكون مندوبا ً إليه .. وتارة ما يكون حراما ً .. وقد يكون فرض عين .. وقد يصبح فرض كفاية .. كل ذلك حسب الأحوال والظروف التى تتعلق به . 
والجهاد تقاس فيه المصالح والمفاسد .. كما ينطبق عليه فقه النتائج والمآلات ..
كما أن الجهاد وسيلة من الوسائل وليس غاية فى ذاته ..
وهو خيار نبوي من خيارات نبوية كثيرة تكلمنا عنها كثيرا ً وخاصة فى كتابي " هداية الخلائق بين الغايات والوسائل .. وتكلم عنها أيضا ً الشيخ عصام دربالة فى كتابه " إستراتيجية وتفجيرات القاعدة " وكذلك كتابه الإسلام وتهذيب الحروب " .
والجهاد نوعان فرض عين .. وفرض كفاية .. ومعنى فرض العين أن يتعين على الإنسان أداء هذه الفريضة بنفسه .. أى أنها تعينت وفرضت عليه بشخصه هو .
ويكون الجهاد فرض عين فى حالات كثيرة أهمها :-
1ـ متى داهم العدو بلاد المسلمين أو احتلها .
2ـ إذا عين الإمام ( أى الحاكم ) هذا الشخص للجهاد والقتال فى موضع معين ..وترجمة ذلك فى العصر الحديث أولئك الأشخاص الذين وقع عليهم التجنيد الإجباري .. وكذلك ضباط وصف ضباط القوات المسلحة .. فهؤلاء يكون القتال فرض عين عليهم فى كل الأوقات .
3ـ إذا التقى الجيشان المتحاربان .. فما دام المسلم فى الصف واحتدم القتال فلا يجوز له الهرب أو عدم القتال .. إلا بمبرر شرعي .
تطبيقا ً لهذه القواعد .. فإن البلاد المحتلة من بلاد المسلمين يجب على أهلها الجهاد والدفاع عن دينهم وبلادهم وأرضهم وعرضهم وأموالهم .
وإذا صار الجهاد فرض عين تخرج المرأة للقتال بدون إذن زوجها .. ويخرج العبد بدون إذن سيده .. ويتعين القتال والدفاع عن أوطان المسلمين على الجميع إلا من عذرهم الله سبحانه وتعالى وأسقط عنهم هذه الفريضة بالكلية .. مثل الشيخ الكبير.. والمريض القعيد .. وما أشبه ذلك.. وكل ذلك مبسوط فى كتب الفقه. 
والإشكالية التى أراها أنها قد التبست عليك ألا وهى ظنك أن كلامنا عن المبادرة ينسحب على كل بلاد الإسلام والمسلمين .. كلا .. فما زالت فريضة الجهاد باقية حتى قيام الساعة .. ولكن المبادرة هى ضبط لها وتأصيل شرعي صحيح لها .. وتوضيح لغامضها .. ومنع للسيف أن يجاوز حده الذى شرعه الله .. أو يوضع فى غير مكانه الذى أراده الله .. فجهاد الفلسطينيين مثلا ً أو العراقيين للاحتلال لبلادهم هو فرض عين عليهم .. فلا استثناء فيه .
أما ما قلنا أنه من حق الحكام فى الأحكام السيادية ..
فالمقصود بالحكام هنا الذين يحكمون بلاد المسلمين المحررة .. جار هؤلاء الحكام وظلموا أو عدلوا .. فلا يجوز القيام بالحدود وإعلان الحرب أو الصلح دونهم .. وذلك ليس مجاملة من الشرع لهؤلاء الحكام .. ولكن لأن هذه الأحكام بالذات تعد من الأحكام السيادية التى تحتاج إلى قدرة خاصة لا تتوفر إلا فى هؤلاء الحكام عدلوا أو جاروا .. كما أن قيام الأفراد والجماعات بهذه الأحكام يسبب من المفاسد على الإسلام والمسلمين والأوطان والحركات الإسلامية ما يربو على مصلحة قيام هذه الجماعات ببعض هذه الأحكام ..
فاعلم يا أخي أن الجهاد يضيعه فريقان :-
الأول : المبطلون له :- من غلاة العلمانيين وأذنابهم الذين ينادون بإبطال الجهاد .
الثاني : بعض أبناء الحركة الإسلامية الجهادية الذين يغالون فيه :- فيقتلون ما لا يجوز قتله من المدنيين أو النساء أو الأطفال أو الشيوخ .. أو يسعون إلى الاقتتال الداخلي فى بلاد المسلمين .. أو يضعون السيف فى غير موضعه .. أو يقاتلون حيث يحرم القتال .. أو يتسبب قتالهم فى مفاسد عظيمة تربو على مصلحة هذا القتال .
أخي الحبيب /
أقول لك فى الختام .. فلتطب نفسا ً .. ولتهدأ بالا ً.. فلا أحد يستطيع أن يلغى فريضة من فرائض الإسلام .. أو يحذف شعيرة من شعائر الدين مهما كان قدره .. وليس هناك عاقل ينكر حق المقاومة المشروعة الراشدة فى دفع الاحتلال عن أرضها وبلادها .. وأيضا ً ليس هناك عاقل يرى أن الاقتتال والتناحر الداخلي يصب فى مصلحة الإسلام والمسلمين .
نسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يرد عنا كيد أعدائنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق