الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

خواطر اسير بقلم محمد الصياد

ماذا لو كتب التاريخ عنا ؟

هل فينا من فكر يوما حينما يقرأفى كتب التاريخ هل قلنا بالفعل لو كتب التاريخ عنا بماذا يكتب وماذا يقول ؟
هل يكتب و يقص على بداية التزامنا يوم أن كنا نتربى على ترك الدنيا وبغضها والإلتزام بموانع المعصية ؟
أم يقص عن أيام قضيناها فى ذل الدهر وبذاءة الأخلاق؟
ماذا يقول ؟
وماذا سيحدث؟
وهل بالفعل نستحق أن يكتب التاريخ عنا ؟
وهل بالفعل لو كتب التاريخ عنا سيقص علينا ما بدأنا من صفحات مضيءة؟
أم لو كتب التاريخ عنا إن كان محقا وسيكون محقا لأن التاريخ لا يجامل أحدا
سيكتب للأسف عن حقارة ودناءة ورزالة الأحاث التى نحياها ونعيشها وتتطور مع تطور الأيام بتطور ما بداخل صدورها
ما فيها من حب الله وبغضه
يا أصحاب الأقلام أمسكوا عن الحديث عنا فما عاد لنا تاريخ نتشرف به
يا أصحاب الأقلام غيرنا عاشوا عز الدهر بالإعتزاز بالماضى ماضى مجدهم وعزهم وكبرياءهم واستعلاءهمعمن كانوا مثيلا لهم
ياأصحاب الأقلام الباردة أدفءوا أقلامكم فما عاد لنا مجد نبكى ويكتب التاريخ عنه
فكل تاريخنا الذى نحياه ماض أليم يدل على ضعفنا وقلة حيلتنا ما كان لنا ولا لغيرنا أن يتشرف به
بماذا يكتب التاريخ ؟ وعن ماذا يكتب ؟وعن أى شىء يتحدث ؟
لو تحدث التاريخ عن ماضينا لكان أشرف وأولى بالكتابة
لو تحدث التاريخ عن ماضينا الذى دنسته أفعالنا وأقوالنا وعقولنا قبل أفواهنا
لو تحدث التاريخ عن ماضينا وعزهم وذلنا ومكانتهم وقلة حيلتنا وبرودنا وجمودنا وتفاعلهم مع دينهم يبكى التاريخ لنا لو كتب
يحزن التاريخ لو تحدث عنا
يا تاريخ أستحلفك بالله لا تكتب وإن كتبت فاكتب عن ماضينا ولا تحدث عن حاضرنا
إن كتبت فاكتب ما كانت عليه قلوبنا من عواطف الوفاء وبذل الدماء فى سبيل رفعة الدين
لا تكتب عن حاضرنا وما آلت إليه أحوالنا وقلوبنا من عواطف البغض والمهانة وبذل الدماء فى سبيل الثأر والدفاع عن الدنيا
إن كتبت أيها التاريخ فاكتب عن موتانا الذين قتلوا لا لأجل أن يعيشوا بل لأجلنا حتى نعيش فى الرخاء
أكتب عن صدق الوعود
أكتب عن البشاشة ونضارة النفوس
يا تاريخ أراك حزينا كيبا وحق لك أن تحزن بل وأن تعيش كبا
ولما لا يا تاريخ ونحن لا نعترف بماضينا المشرف وعشنا نبحث عن ماضى غيرنا ممن ليس له حاضر ولا ماضى
عشنا لذلك مضطهدين معذبين مشردين
عشنا وسنعيش أذيالا للأمم وعطورا لعدونا
عشنا وسنعيش أقلاماتافهة تعبر عن حضارة الغرب
عشنا وسنعيش أجسادا بلا وعى ورؤسا بلا فكر وعيونا بلا نظر وقلوبا بلا حياة
وآذانا بلا سمع أيد بلا بطش أرجل بقيود
يا أمة الإسلام قفوا
أعلنوا أنكم قريبا ستعود لكم الحياة وذلك إن عشتم لدينكم وربكم
وسيرة نبيكم وماضيكم المشرق وسلفكم ومجدكم وعزكم

يا أمة الإسلام قفوا
تحدثوا عن ماضيكم وفقط نضروه بوضاءة العزة والمكانة والرفعة
يا أمة الإسلام قفوا
تحدثوا عمن ماتوا لكم ولأجلكم ولا تحدثوا عن أصحاب الفنون والمجون والعطور والقانون ومن لهم فى بذل الدنيا فنون
يا أمة الإسلام قفوا
فسيكتب التاريخ عنكم فالأولى أن يكتب لنا لا لغيرنا
فنحن أمة لها ماضى وغيرنا ليس له حاضر أو ماضى
ولكن !
قف لا ترحل أيها التاريخ فلعلك تسأل سؤالا
أراك تخجل أيها التاريخ
أين الرجال الذين تكتب عنهم أيام التاريخ؟
من ؟
هل نحن ؟
أم غيرنا ؟
ووقف التاريخ يصنف رجال الإسلام ممن يستحق ويتشرف التاريخ عنهم ليكتب وما هى صفاتهم ؟
لعلك تعرف لماذا تأخر التاريخ فى البيان؟
انتهى
السبت 22/2/2003م

من كتابى خواطر أسير مؤلفى الذى ألفته فى سجن الفيوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق