الخميس، 27 أكتوبر 2011

رساله الى ابنتى الجامعيه



بقلم: أ /عبد الرحمن صابر
          
مقدمة
كل طالبة جامعية هى ابنتى
لسبب بسيط هو أن ابنتى طالبة جامعية
وكلما رأيت فتاة فى عمر ابنتى تذكرتهاوحاولت مساعدتها لو احتاجت للمساعدة .

لقد حببتنى ابنتى فى خلفة البنات..
وكثيرا ما أذكر نعم الله على فأذكر منها أنه رزقنى ابنتى من فضله وبعلمه .

وأقول :لاأدرى لو كانت ولدا لربما سقانى المر .

فالبيت الذى فيه بنت فيه نسمة رقيقة ورحمة وبسمة وحنان ولايعرف ذلك إلا أبو البنات

أربعة ذكور ليس بينهم بنت ..  كان ذلك فى بيت قريب لنا وكنت كلما زرتهم وجدتهم يتشاجرون وإذا دخل أبوهم دخل غاضبا زاعقا : لماذا فعلتم؟ ولماذا لم تفعلوا؟ قيشتعل البيت نارا ...

وكانوا فى انتظار مولود جديد فقلت : أدع الله أن يكون بنتا حتى تكون فى البيت  نسمة تلطف هذا الجو وتكون كالمرهم بين هذه المفاصل والتروس التى تاكل بعضها

وقد كان والحمد لله

والآن نسى الأب عادته الأولى وكلما دخل سأل مسرورا: أين رحمة ؟

وتعرفت على رجل طيب فقال عندى خمس بنات فقلت: إذًا بيتك كله حنان.

قال : أنا بيتى جنة والحمد لله ، وأدخل بيتى فتحيط بى بناتى بكل حب وحنان فأحمد الله كثيرا.

ومما حببنى فى ابنتى رغبتها واستعدادها فى تكوين شخصيتها وعندما التقيت بها بعد ثمان سنوات من منع الزيارة وجدتها تحب أن تعيش لهدف وغاية فطرت فرحارغم أنها كثيرة الأسئلة لكنها أسئلة تزيدنى لها حبا واحتراما
ومما زادنى لله شكرا وحبا أنه سبحانه تولانى فيها ووفق أمها فى تربيتها واهتمامها بقلبها وعقلها وتعليمها وهذا مما يزيدنى للمرأة احتراما وتقديرافقد تركتها وهى ابنة ثلاث سنوات ولا أدرى هل لو كنت معها ربيتها هكذا أم لم أستطع؟
بالتأكيد ما كنت سأستطيع.

لقد استمعت من الأم ما جعلنى استقل صبرى فى المعتقل بجوار صبرها فقد كنت أجد على الصبرأعوانا بينما لاتجد هى على الصبر إلا تثبيطا وخذلانا

ومما أسعدنى جدا وجعلنى أنتظر زيارة أسرتى لى هذه الموضوعات والأسئلة التى كانت تفتحها ابنتى للحوارفنقضى وقتا ممتعا للغاية  

ومن الأسئلة التى سألتها ابنتى هذا السؤال موضوع الرسالة وقد تم بيننا حوار ممتع وجميل وقد كنت أتمنى لو كانت معنا زميلاتها اللاتى ضايقتهن نظرة بعض الرجال إلى المرأة فحملت هى إلى سؤالهن.

والآن بينما أقلب فى رسائلى إليها وجدت هذه الرسالة التى أحب ان أوجهها إلى كل فتاة تؤمن بالله تعالى وتهتم  بشخصيتها وإيمانها وثقافتها

لعل فيها فائدة وأرجو الله تعالى أن لايحرمنى ثوابها وأرجومن قارئها الدعاء لى ولأسرتى والآن إلى نص الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم   


ابنتى الغالية

و حبيبتى وزهرة حياتى وقرة عينى

وصديقتى العزيزة / ( .............)

بكل سعادةٍ وسرورٍ أكتب إليك هذه الرسالة ،

وبكل شوقٍ أتحدث معك فقد وحشتينى

ولا أدرى هل ستكونين مع والدتك الزيارة القادمة أم لا ؟
عموماً لو جئت فسأكون فى غاية السرور والسعادة بمجرد رؤيتك ..

فما بالك بالحديث معك والدردشة ومعرفة أحوالك والمزاح معك ؟
وأنا مجهز اللب والفول السوداني لزوم الحكايات والدردشة ......

كما وعدتك من قبل أن الموضوع الذي نتكلم فيه فى الزيارة سأرجع إلى غرفتي وأكتبه لك حتى يكون أكثر ترتيباً وليبقى معك تقرئينه مرة أخرى في أي وقت .

وقد كنت سعيداً جداً في أخر زيارة عندما فتحت موضوعاً مهماً ، وسألتينى هذا السؤال الهام وهو:
إن بعض الرجال يتكلمون في حق المرأة ويقولون :"إن الرجلَ أفضل من المرأةِ" .

وتريدين أن تعرفي: لماذا يقول هؤلاء الرجال ذلك ؟ وماهو رأيى بصراحة فى هذا الموضوع ؟

وهل أنا أيضا أرى أن الرجل أفضل من المرأة؟

طبعا يا ست (..... )أنت وزميلاتك ضايقكن هذا الكلام فراحت كل واحدةتثبت بقوةٍ أن هذا الكلام غير صحيح، وأن المرأة أفضل من الرجل ، عموماً الله يسامحكن ، وتعالوا بنا نتسلسل في فهم هذا الموضوع مع بعض بالترتيب :

1] هذا الموضوع جديد غريب على المجتمعات المسلمة فليس هناك صراع ولا نزاع بين الرجل والمرأة في الأصل
وإنما هو موضوع أدخله إلينا أعداؤنا تحت ستار ما يسمى بالحقوق الضائعة للمرأة .

وبصراحة هناك فعلا حقوق ضائعة للمرأة فى العالم كله  حتى فى العالم الإسلامى ! ولكن السبب الرئيسى فى ذلك هو البعد عن تعاليم الاسلام .فالناس تتعامل مع المرأة بالهوى والطبع وبالجهل بأحكام الإسلام.

هذا الجهل أدى إلى التخلف فى كل شىء حتى فى معاملة الرجل للمرأة. يعنى رجع العرب إلى مفاهيمهم عن المرأة قبل الاسلام

بينما الإسلام هو الذي أنصف المرأة ورفع شأنها فليست هناك مشكلة فما المشكلة إذاً؟
المشكلة أن الغرب يريد أن يتخذ من هذا الموضوع مدخلا لنشر قيمه و مفاهيمه وعاداته وتقاليده!!

يعنى هم يدعوننا ويريدون أن ينشروا في بلادنا معتقداتهم وأفكارهم وسلوكياتهم بينما نحن المسلمون نعتبر كثيراًًً من هذه المبادئ في معاملتهم للمرأة وغيرها انحلالاً وتغييراً للفطرة التي خلق الله الناس عليها

والحقيقة أن الغرب لن يسكت ولن يكف عن اتهام الإسلام إلا إذا أصبحت المرأة في المجتمع المسلم مثل المرأة في المجتمع الغربى

يعنى إذا تبرجت وكشفت عن جسدها ، وعزفت عن الزواج واستبدلته بنظام الصديق الذي تعيش معه في بيت واحد بدون زواج وتسافر معه خارج البلاد بدون إذن والدها .

وكذلك لن يسكت الغرب إلا عندما تتساوى المرأة مع الرجل في الميراث !. ويصبح من حق المرأة أن تتزوج من أكثر من رجل! أو تتزوج من امرأة مثلها كما يدعو بعضهم  وغير ذلك من الأمور الإباحية والانحلال الذي لا يرضى عنه دين ولا عقل سليم ،

إن الغرب لا يساوى بين الرجل والمرأة في كل شيء ، وهم لا يعاملون المرأة هذه المعاملة لأنهم يحترمونها . لا أبداً . وسأنقل لك من كتاب معي الآن ما تستغربين منه :

يقول : في انجلترا كان القانون الانجليزي يبيح للرجل أن يبيع المرأة حتى عام 1805 م وحدد ثمنها بست بنسات
وقد حدث أن باع رجل انجليزي زوجته عام 1931 بخمسمائة جنيه ولكنه قدم للمحاكمة وقال محاميه :إن القانون كان يبيح ذلك قبل مائة عام .

وكان القانون الفرنسي يعتبر المرأة ليس لها الحق في البيع والشراء دون إذن زوجها!!

وينص القانون على أن القاصرين ثلاثة: الصبي ، والمجنون ، والمرأة؛ فساوى بينها وبين المجنون والطفل .
وكذلك الحال في انجلترا كانت المرأة المتزوجة محرومة من الملكية المستقلة أي أن أموالها ليست ملكها وإنما ملك زوجها.

والمرأة فى الغرب اسمها على اسم عائلة زوجها! فإذا كان اسمها "مارى "وتزوجت من عائلة " كلينتون" يصبح اسمها: "مارى كلينتون"

، والأم في الغرب ليس لها تقدير واحترام كما عندنا إذ أن الإسلام يجعل طاعة الوالدين وبرهما عبادة ؛ وخصوصا بر الأم والإحسان إليها

2] الإسلام هو الذي رفع شأن المرأة وحتى نستطيع أن ندرك كيف رفع الإسلام شأن المرأة ننظر أولا كيف كان حال المرأة قبل الإسلام ؟ وطبعا أنت تعرفين أن العرب كانوا يعتبرون أن إنجاب البنت عار يجب أن يتخلص منه الرجل ولو بدفنها حية كما جاء فى القرآن (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب  )) وعلق القرآن على هذا الفعل المجرم و هذا الحكم السىء بقوله تعالى : (( ألا ساء ما يحكمون )) وهذه العادة كانت عند بعض قبائل العرب وليس كلهم

وكان العرب يرثون النساء يعنى إذا مات أبوها ورثها أخوها  فانتقلت إليه وأصبحت ملكا له  بالميراثمثل أى شىء ولذلك نهى القرآن عن هذا بقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء ))

أما عند غير العرب فقد كان وضع المرأة أسوأ بكثير :

ــ فعند اليونان كانت المرأة محتقرة ولا حق لها في التصرف في ملكها ، بل ربما لا تصدقين إذا علمت أنهم كانوا يبيعون المرأة ويشترونها

ــ أما عند اليهود فقد كانوا إذا توفى الرجل أحرقوه، ثم لابد أن تحرق زوجته نفسها !!و تحرم من الميراث إذا كان لها أخ أو إخوة !وإذا لم يكن لها إخوة ورثت ولكن يحجر عليها أن تتزوج من غير عائلتها !

وكانت النظرة إليها عموماً كنظرتهم للخدم! وهم يعتبرونها لعنة فقدأغوت آدم وأخرجته من الجنة وهذا مايردده بعض المسلمين اليوم عن جهل.

ــ أما عند المسيحيين فقد كانوا حتى قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يناقشون هل المرأة إنسان أم غير إنسان؟!
وأخيراً توصلوا إلى أن المرأة إنسان  !!

ولكن ؟

خلقت لخدمة الرجل فحسب.

كل هذه الأفكار كانت قبل أن تشرق على الدنيا شمس الإسلام العظيمة التي رفعت رأس المرأة وقررت لها حقوقها التي يتكلم أعداؤنا الآن ويطالبوننا نحن بها

3] كيف كرم الاسلام المرأة ؟

كرم الاسلام المرأة بأمور كثير أذكر منها على سبيل المثال:
أ ــ بدلاً من شعور الرجل بالعار إذا أنجب بنتا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : "من كانت له ثلاثة بنات فأدبهن ورباهن وأحسن تربيتهن وجبت له الجنة ".  قالت امرأة : "واثنتان يا رسول الله"؟ قال : واثنتان " . قالت امرأة: وواحدة؟؟ قال: "وواحدة.

ب ــ أوجب الاسلام على المرأة أن تتعلم ولا فرق بينها وبين الرجل فى ذلك .

، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصص للنساء درساً خاصاً بهن يعلمهن فيه الدين والحياة .

جـ ــ وجعل الاسلام من حق البنت أن يستشيروها فى زواجها ولا يزوجوها من رجل تكرهه

د ــ وللمرأة فى الإسلام حق فى تملك أموالها، والتصرف فى هذه الأموال، ولا يشترط لصحة بيعها رضا زوجها أو إذنه كما هو الحال فى بعض الدول الى وقت قريب.

هـ ــ أوجب الإسلام  تكريم الأم واحترامها (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن )) وقال النبى صلى الله عليه وسلم للرجل الذى سأله: من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال:" أمك ". وكررها ثلاثة

و ــ والإسلام حافظ على بدن المرأة فأمرها بأن تصون هذا الجسم بالملابس الواسعة الفضفاضة حتى لا تصبح مجرد متعة للمستهترين من الرجال وحتى يحترمها الرجل من أجل عقلها ودينها لا من أجل جسدها

وقد شهد بذلك كله علماء غربيون فقال ( بول تينو): ولا ننسى أن القرآن أصلح حال المرأة فى الحياة الاجتماعية إصلاحاً عظيماً.

وقال (لوبون ): إن الإسلام حسّن حال المرأة كثيراً وإنه أول دين رفع شأن المرأة وإن المرأة فى الشرق أكثر احتراما وثقافة وسعادة منها فى أوربا على العموم .

والأن نسمع أعداء الإسلام وأذيالهم يحرضون المرأة ويوهمونها أن الإسلام أعطاها المهام التافهة ،

وللأسف فإن الكثير من النساء خدعهن هذا الكلام ونسيت المرأة أن أعظم مهمة يعجز عنها الرجال هى مهمة تربية الأبناء .

وأن المرأة عندما تربى الأبناء فإنها تنجز للمجتمع أعظم إنجاز يعافى المجتمع فى المستقبل من كثير من المشاكل التى بدأ الغرب يشكو منهابسبب ترك المرأة بيتها ودورها الأساسى فى تربية الأبناء

وعموماً فإنك لا تجدين امرأة إلا وتشعر دائما بالحنين إلى بيتها وتربية أبنائها حتى لو عملت خارج البيت ،
وكثير من النساء فى مصر لا يضطرهن إلى العمل إلا الرغبة فى توفير لقمة العيش للبيت والأولاد ؛ لأن مرتب الرجل وحده لايكفى ..

ولولا هذه الظروف الصعبة ما كان هذا العدد من النساء يعملن ويتركن البيت إلا النساء الراغبة فى التساوى مع الرجل فى أى شىء والسلام وهؤلاء لو قيل لهن أن من حق الرجال أن يشربوا السم فسترتفع أصواتهن بحقهن فى احتساء السم مثل الرجل والمشكلة أننا الآن أصبحنا نحتاج الى تحرير المرأة ليس من تسلط الرجل ولكن من تسلط الأفكار الغريبة التى ترددها المرأة والتى تمثل ضغوطا عليها
والحقيقة أن الرجل المسلم الفاهم عندما يفهم حكمة الإسلام فى تقسيم الأدوار بين الرجل والمرأة يحترم المرأة ويحب زوجته ويرحمها ويتعاون معها فى أداء دورها ولا يجد غضاضة فى مساعدة زوجته

هذا بالنسبه لأمور الدنيا أى أنها مقسمه حسب طبيعة كل من الرجل والمرأة

ولا يبقى إلا مسألة القوامة وأن القوامة للرجل وهذه القوامة أيضاً جعلها الله للرجل لا لأفضليته ولكن لطبيعته فهو الذى يتحمل المسؤلية أكثر وهو الذى معه أداة العقل قيتخذ القرارات بناء على تفكير وتعقل وليس بناء على العاطفة .
إن المرأة إذا قال لها الطبيب سنقطع أصبع ابنك تصرخ وتقول : مستحيل مهما كان.


أما الرجل فهو يحكم العقل ويجعل العاطفة خاضعة له فيتخذ القرار بناءً على حقيقة علمية تقول أن الأصبع إذا ترك أضر الجسم كله ، وهكذا أمورٌ كثيرة تسير بنفس المنطق .

4]ربمابعد ذلك تسألين : يعنى الخلاصة هل الرجل أفضل من المرأة ؟

طبعا انت نفسك أقول لك أن المرأة أفضل .

احتمال عندما جئت فى الزيارة ومعك هذا السؤال كنت تتوقعين أن أقول لك : الرجل أفضل !

. ثم نظل نناقش ونجادل

لكن الآن قد اتضح لك أن هذا السؤال غيرمطروح وغير موجود فى المجتمع المسلم الفاهم الذى لا يردد ما يقوله أعداؤه بل يرد عليهم ..

والآن أنت مستعجله على الإجابة .

هل تتذكرين ماذا قلت لك فى الزيارة ؟

هل تتذكرين أنى أشرت الى عينك ثم قلت لك هل عينك هذه أفضل أم الأخرى ؟

وهل تتذكرين أنك قلت : أنهما سواء لا فضل لواحدة على الأخرى؟.

فكذلك المرأة والرجل . لا تستغنى الحياة عن الرجل ولا تستغنى عن المرأة

ولايستغنى الرجل عن المرأة ولا تستغنى المرأة عن الرجل .
الرجل والمرأة كاليدين تغسل إحداهما الأخرى

وكل ما فى الموضوع أن الله تعالى خلق الرجل له طبيعة معينة ، وخلق المرأة بطبيعة معينة .

الرجل عقله أقوى من عاطفته،بينماالمرأة عاطفتها أقوى من عقلها .

والحياة تحتاج الى أن يكمل كلٌ منهما الأخر حتى تسير الأمور سيراً سليماًًً ؛ فالأسرة تحتاج الى عاطفة المرأة لتعطى الأبناء الحب، والحنان والعطف،والرحمة ،والرعاية، والاهتمام ،وكل ذلك لازم ومهم وضرورى لتربية أى انسان واعتدال شخصيته وتكوينه .

ومن حكمة الله أنه فطر الطفل على حب التصاقه بأمه لأنها الأقدر علي أعطائه العاطفة بسخاء وبتلقائية وصبر لايستطيعه الرجل

ألا تسمعين الناس إذا عابوا اما فى قسوتها على أبنائها قالوا إنها مثل الرجل؟
كما أن الأسرة تحتاج أيضا الى عقل الرجل ليضبط الأمور ويحسمها ويضع الأمور فى نصابها فيصحح الصواب ويقول هذا صواب ويخطىء الخطأ ويقول هذا خطأ ويحاسب المخطىء ويتخذ القرارات الصعبة فى الأسرة.والرجل الذى تغلب عليه العاطفة فلا يفعل ذلك يعاب بأنه امراة .

ولو كانت طبيعة الرجل كالمرأة؛ كلاهما على نفس الدرجة من العقل ومن العاطفة أيضاً لكانت الحياة فوضى مائعة لا حسم فيها ولا ضبط ولما وجد كثير من الأعمال من يقوم بها مثل أعمال المناجم والمحاجر وكل الأعمال الشاقة .

ولو كانت طبيعة المرأة مثل طبيعة الرجل لكانت الحياة جافة بلا مشاعر ولا حنان ولما وجد كثير من الأعمال من يقوم بها مثل رعاية الأبناء.

وعلى هذا الأساس قسم الإسلام الأدوار بين الرجل والمرأة فجعل للرجل دوراً يتناسب مع طبيعته وللمرأة دور يتناسب مع طبيعتها

جلسنا مرة نأكل هنا فى المعتقل فلما فرغ احد الإخوة الظرفاء قال : يارب تب علينا من طبيخ الرجال

إذا كان هذا فى أمور الدنيا فماذا عن أمور الآخرة ؟ الرجل أفضل أم المرأة ؟

يقول الله تعالى : إن " أكرمكم عند الله أتقاكم " هذا هو الميزان.

فلا فضل لأحد على أحد عند الله إلا بالتقوى.

لا بالنوع ولا بالجنس ولا باللون ولا بالنسب ولا بالغنى والفقر ولا حتى بالقرابة مع الأنبياء.

فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لإبنته فاطمة رضى الله عنها:إعملى فإنى لا أغن عنك من الله شيئاً" فنفى أن تكون القرابة منه وحدها هى سبب تفضيل أقاربه

ــ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : "لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أسود  إلا بالتقوى "

فكذلك لا فضل للرجل لأنه رجل، ولا لأمرأة لأنها امرأة ولكن الرجل التقى خير عند الله من المرأة العاصية.

والمرأة التقية خير عند الله من الرجل الفاسق

فسوى الإسلام بين الرجل والمرأة تماماً فى أمور الآخرة قال تعالى ((من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبةً ))

وقال ((فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضكم من بعض ))

فلا ينقص أجر أو ثواب المرأة عند الله لأنها امرأة ولا يزيد أجر الرجل أو ثوابه لأنه رجل.

ولكن أريد أن أنبهك الى أمر هام

إن بعض الناس يقولون : ما دام القرآن سوى بين الرجل والمرأة فى أمور الآخرة إذاً نسوى بينهما فى أمور الدنيا!!

ولذلك تسمعين الحديث عن أن القرآن ساوى بين الرجل والمرأة كمقدمة ، ثم يأتى الحديث عن ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة فى كل شىء . وهذا لبس بين الحق والباطل أى خلط بين الأثنين معاً حتى يصبح الجزء الحق مع الجزء الباطل شيئاً واحدا من يقبله يجب أن يقبله كله أو يرفضه كله يعنى إذا أعترف بأن القرآن سوى بينهما إذاً يجب أن أن يعترف بالمساواة فى كل شىء ٍ.

ولكن الحقيقة أن القرآن هو الذى فصَّل فساوى فى أمورٍكما أنه  فرق فى أمورٍ

فنحن نأخذ ما جاء به القرأن كله لأنه الحق كله ونستسلم له كله لأن الذى سوى بينهما فى بعض الأمور هو الذى فرق بينهما فى أخرى

فلا يجوز مثلاً أن نقول: تجب المساواة حتى لايكون الرجل أفضل

لماذا؟

لأن الله تعالى لم يفرق بينهما بسبب الأفضلية وإنما بسبب طبيعة كل واحد ومسؤلياته وما يناسب طبيعته كما اتفقنا من قبل

وأخيراً يا (.......)أقول لك

لا يخلوا الأمر من وجود رجال متعصبين يقولون بغير علم ولا إنصاف

 وربما يكون أحدهم مجروحاً من زوجته ويعانى من مشاكل فيتأثر رأيه بذلك

، وكذلك توجد نساء خفيفات العقل يرددن كل ما يقال كالببغاء وهذا يجعل المفاهيم الخاطئة أكثر انتشاراً

ولكن أنظرى الى معاملتى أنا وأعمامك ( الإخوة ) لزوجاتنا هل رأيت إلا كل احترام وتقدير ؟

وهل تتذكرين أنى قلت لك فى أول زيارةأن والدتك هذه عظيمة فأقتدى بها ؟

وأريد أن أقول لك : لا تسمعى لكثير مما يقال عن قضية المرأة وحقوق المرأة فهذه قضايا ومشاكل يمكن أن تحل بكل سهولة مثل أى مشاكل يعانى منها المجتمع بدون تشنج ولا ضوضاء، ولا تسمعى لهذه المشاكل لأنها فعلاً أضرت بالمرأة وجعلتها تريد تقليد الرجل فى كل شىء ، وتقف له بالمرصاد ، وربت عقدة بين الرجل والمرأة وعندما تتزوج الفتاة تشعر كأن الرجل ذئب سيستولى على كل حقوقها، والحقيقة أن الرجل المتدين والمرأة المتدينة لا يجدون فى نفوسهم أى مشاكل ولا حواجز فى هذا الموضوع.

وهل المرأة إلا أم الرجل التى أعطته وربته ومسحت له أوساخه وهو صغير ؟

وهل المرأة إلا زوجة الرجل التى ضحت معه وتحملت وساندته فى طريقه ؟

وهل المرأة إلا أخت الرجل التى تعطف عليه وتتنازل عن حقوقها من أجله ؟

وهل المرأة إلا بنت الرجل التى هى قطعة منه وفلذة كبده وزهرة حياته مثلك؟

أطلت عليك ولكن موضوع المرأة طويل وحديثى فيه معك لم ينته ولكنى لا أريد أن أثقل عليك

 وقد أعطيتك من قبل كتاب "عودة الحجاب" للأستاذ "محمد اسماعيل" حتى تقرئى وتستوعبى تاريخ الحرب على المرأة والحجاب وإن شاء الله سأرسل لك كتاب (واقعنا المعاصر ) للأستاذ محمد قطب لأنه يشرح هذا الموضوع

وأخيراً أشكرك على هذا الاهتمام وفتح الله عليك ووفقك وأسأل الله أن يرزقنى وإياك حسن العمل بما نعلم وأنا فى انتظارك وفى انتظار أى موضوعات أخرى نتكلم فيها إن شاء الله
على فكرة نحن اتفقنا أننا أصدقاء فهل الاتفاق على ماهو عليه أم كان كلاما؟

والسلام عليكم ورحمة الله

والدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق