الأحد، 4 مارس 2012

قولوا للظلم لا للدكتور عمر عبد الرحمن


هام جدا
إقرأ وعلق
سؤال: من أول من قال للظلم لا عهد في المخلوع مبارك؟ ومن أول من ثار على الظلم؟
- هذا مقال منذ 20 سنة وعنوانه "قولوا للظلم لا" وإليكم المقال لتعلموا من أول الثائرين على الظلم

الكاتب : د/ عمر عبد الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
"سيد الشهداء؛ حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه... فقتله"...
إيه يا مسلِمةَ مصر الأَباة، أُحس بدنو الأجل، وقرب لقاء الله، ولا بد لي من وصية...
فإليكموها يا أحب البشر إلى قلبي...
إليكموها يا أهلي وعشيرتي وذوي القربى مني...
إليكموها من أعماق قلبي خالصة لوجه ربي...
إليكموها يخالطها دمعي، ووددت أن لو يحفرها دمي...
قولوا للظلم... لا.
قولوها يا علماء مصر... لا.
لا... لغياب شريعتنا سبعين عاما.
لا... لكل المدَّعين أن الشريعة مطبقة في مصر!
أين الشريعة في الدساتير العلمانية؟! أين الشريعة في الاقتصاد الربوي؟! أين الشريعة في الإعلام التحللي؟! أين الشريعة في السلم والحرب والتعليم والقضاء؟!
إن لم يكن للشريعة عندكم في كل هذا حظ ونصيب! فلستم ولاة أمورنا... ولا سمع ولا طاعة لكم علينا.
قولوها يا ساسة مصر الشرفاء... لا.
لا... لديكتاتورية الفرد الأوحد، والحزب الأوحد، والرأي الأوحد.
لا... للتبعية الذليلة للشرعية الدولية الاستكبارية، ولقد آن أوان الشرعية الإلهية الربانية.
لا... لاثنتي عشرة سنة من قوانين الطوارئ والإرهاب.
لا... للمحاكمات العسكرية الباطلة والاعتقالات التعسفية الجائرة.
لا... لانتهاكات حقوق المسلمين والتي تشهد بها كافة المؤسسات المعنية كل أوان وحين.
قولوها يا قضاة مصر... لا.
لا... لن نكون قضاة إلى النار، بل قضاة إلى الجنة بإذن الله.
لا... لن نحكم في خيرة شباب مصر إلا بالعدل الذي أنزله الله: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}... {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}.
ليس منا من يظلم هذا الشباب... ليس منا من يحكمون بإعدامهم... ليس منا من يُرضُون حكَّامهم بسخط سيدهم ومولاهم.
قولوها يا خير أجناد الأرض... لا.
لا... لن نقاتل إلا في سبيل الله... (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
لا... لن نقاتل في سبيل أمريكا وأعوانها... (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ).
لا... وكفانا دمار العراق...
لا... وكفانا خذلانا لمسلمي البوسنة...
لا... لن نكون طوع إشارة أمريكا التي تدعي أن إيران والسودان يرعيان الإرهاب!
لا... لن نكون أداة للعدو "رابين" الذي يصرح كذبا أن الخطر الحقيقي قادم من الأصوليين! فأين عتاة اليهود إذن؟! وأين مجرمو الصرب إذن؟! أهم حمائم السلام؟!.. أم رسل المحبة؟!
قلها يا شعب مصر الأبي... لا.
لا... لسنا الأغلبية الصامتة... بل الثائرة بإذن الله، الثائرة في "إدكو" و "أبى حماد" و "قليوب"، الثائرة في القاهرة وأسيوط وأسوان... فلا تتباكوا أيها الحكام على فقرنا وجوعنا... وأظهروا ذممكم المالية... وقولوا إن كنتم شرفاء ذوي أيد بيضاء؛ من أين لكم مئات الملايين من الدولارات؟!
وقولوا؛ لسنا بمشاركين في قتل الموحدين، فلَكَم رأيناكم بأعيننا وأنتم تحصدون المصلين العزل في قلب بيوت الله!
لسنا بمشيعين جنائز البغاة القتلة، بل مشيعون الشباب المتوضئ الذي كان آخر عمله صلاة وصوم، وآخر كلامه "لا إله إلا الله"...
لا... ولن نكون مغيبين بعد اليوم فلقد مضى صمت القبور...
قولوها يا مجاهدي مصر... لا.
ولا تهنوا لما يصيبكم في سبيل الله، ولا تضعفوا ولا تستكينوا، {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}، عاقبوا بمثل ما عوقبتم به، فلئن بغُي عليكم بعدها فاعلموا أن الله نصيركم، {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ}.
زلزلوا منصات القضاء مرتّلين؛ {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}.
حطموا الجلادين في ساحات التعذيب مُرددين: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا".
تفاءلوا بالتهديدات الفرعونية، فهي - والله - آخر أمارات اليأس وأول قطرات الغيث... اثبتوا في وجه المحاكمات الهمجية، فإن دماء شهداء الصبر هي التي تحفر للأمم أحرف النصر...
وها أنا ذا أقولها معكم... لا.
لا... لك يا "مبارك" ونظامك وأوتادك ومشانقك وحديدك ونارك... لا بقاء لدولة طغيانك ساعة، إنما البقاء لدولة الإسلام إلى قيام الساعة.
ألا فامكري بي أيتها الأعادي أو لا تمكري، كيدي لي أو لا تكيدي، فلئن نُفيت؛ فالهجرة درب النبي الحبيب، ولئن سجنت؛ فلقد ارتمى في السجن يوسف الكريم، ولئن ذبحت؛ فلقد سيق للذبح يحيى السيد الحصور.
هذه هي عقيدتي ورسالتي، ولئن خنت؛ فلبئست البضاعة... ولقد اخترت - بحمد الله - "أداء الأمانة" منذ زمان بعيد، فاختاروا لأنفسكم من الآن فهذا أوان الاختيار.
وتالله يا مصر...
لوددت أن يسيل في الله دمي دفّاقاً على ثراك، وأن يُصلي عليَّ أطهر أبنائك، وأن يحملني إلى القبر خيرة رجالك... فعندها أمضي مطمئناً إلى ربٍ كريم، وتمضون أيها المجاهدون تكملون أطهر طريق...
ألا فاتقوا الله حق تقاته، وجاهدوا في الله حق جهاده، وحتماً بإذن الله سنلتقي... سنلتقي على أعتاب دولة الإسلام، أو سنقرع معا أبواب دار السلام.
وتقبل الله منا ومنكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأسألكم الدعاء.
أخوكم
عمر عبد الرحمن
غرة شوال، 1413 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق