السبت، 31 مارس 2012

صور الموالاة ومظاهرها 
=================
إن جمع صور الموالاة ومظاهرها في فصل مستقل أمر له أهميته في مثل هذا البحث , وذلك حتي يكون القارئ علي بينة من الأمور والقضايا التي تمسها قضية الولاء والبراء
وأحب أن أنبه في هذا المقام علي أني لم ألزم نفسي بتتبع الحكم الشرعي في كل صورة من هذه الصور , وذلك لصعوبة القطع بالحكم في كل قضية , لأنه – كما يقول أهل العلم – قد يكون القول أو الفعل كفرا ولكن هناك ما يصرفه عن ظاهره فيما بين العبد وبين ربه , ولكن علي العموم فهذه الصور تتفاوت من كون فاعلها خارجا من الملة كمن يحب الكفار لأجل كفرهم إلي الكبيرة من الكبائر كتعظيمهم والثناء عليهم . وذلك أن مسمي الموالاة يقع علي شعب متفاوتة منها ما يوجب الردة كذهاب الإسلام بالكلية , ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات .
وقد حرص الدين الإسلامي علي إخلاص العبادة ( وهي الطاعة والانقياد ) لله وحده والبراءة من كل متبوع أو مرغوب , أو مرهوب , وتعلق القلب بربه في الخشية والخوف والرجاء والعون والنصرة , لأن كل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أو يرزقوه أو يهدوه : خضع قلبه لهم , وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك .. ومعلوم أن أسر القلب أعظم من أسر البدن , واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن فإن من استعبد بدنه واسترق وأسر لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا , بل يمكنه الاحتيال في الخلاص .
أما إذا كان متيما لغير الله فهذا هو الذل والأسر المحض
وخطورة موالاة الكفار تبرز في أن ضررها علي المسلمين كافة أعظم من خطر من يكفر في نفسه فقط . ذلك أن الإضرار بالمسلمين يزيد علي تغيير الاعتقاد , ويفعله من يظن سلامة الاعتقاد , وهو كاذب عند الله ورسوله والمؤمنين في هذه الدعوي والظن , ومعلوم أن المفسدة في هذا أعظم من المفسدة في مجرد تغيير الاعتقاد وإليك تفاصيل موالاة الكفار

1 / الرضي بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم الكافرة
ويتضح هذا الأمر في كونه ولاء للكفار : إنه يسرهم ويسعدهم أن يروا من يوافقهم علي كفرهم ويجاريهم علي مذاهبهم الإلحادية
وقد سبق في التمهيد القول بأن من معتقد أهل السنة والجماعة : إن حب القلب وبغضه يجب أن يكون كاملا . فالذي يحب الكافر لأجل كفره فهو كافر بإجماع الأمة , ولم يخالف في ذلك أحد من علماء المسلمين
يقول ابن تيمية رحمه الله : أما حب القلب وبغضه , وإرادته وكراهيته فينبغي أن تكون كاملة جازمة لا توجب نقص ذلك إلا بنقص الإيمان . أما فعل البدن فهو بحسب قدرته . ومتي كانت إرادة القلب وكراهته كاملة تامة وفعل العبد معها بحسب قدرته فإنه يعطي ثواب الفاعل الكامل , ذلك أن من الناس من يكون حبه وبغضه وإرادته وكراهته بحسب محبة نفسه وبغضها , ولا بحسب محبة الله ورسوله وبغض الله ورسوله , وهذا من نوع الهوي , فإذا اتبعه الإنسان فقد اتبع هواه
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله – سورة القصص آية : 50
إذن : فالمحبة والرضي أمران جازمان لا يخرجان عن كونهما كفرا إذا كانا للكفار أو إيمانا إذا كانا للمؤمنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق